المرأة التي لا تنام

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

مستعربة درست اللغة العربية، وبالإضافة إلى العربية، تتحدث بخمس لغات بطلاقة. شغلت عدة مناصب رفيعة في الأمم المتحدة، فكانت في الفترة من 1994 إلى 1997 رئيسة قسم علاقات المانحين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في القدس. وبعدها، أصبحت رئيسة الإدارة الإقليمية ل «اليونيسف» بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عمّان، وفي 2014/2013، قادت المهمة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا، قبل أن تصبح الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان.
إنها الدبلوماسية والوزيرة السابقة في هولندا، سيغريد كاغ. واحدة من السياسيين البارزين في بلدها. تنتمي إلى حزب «D66» اليساري الليبرالي، وكانت نائبة لرئيس الحكومة ووزيرة للمالية والخارجية، وبعد انهيار الائتلاف الحكومي والدعوة لانتخابات جديدة في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت الأم لأربعة أطفال انسحابها من السياسة الهولندية، لكنها لم تنزو، فها هي المرأة البالغة من العمر 62 عاماً، تُكلف من الأمم المتحدة بتنسيق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ومراقبة المساعدات الدولية الطارئة، وإنشاء آلية تابعة للمنظمة الدولية لتسريع عمليات تسليم المساعدات عبر الدول غير المشاركة في الصراع، وتكثيف جهود إعادة الإعمار نيابة عن الأمم المتحدة.
تنطبق مقولة «الشخص المناسب في الموقع المناسب»، على اختيار سيغريد كاغ لهذه المهمة، فهي خبيرة موثوقة بشؤون الشرق الأوسط، لكن أمام المرأة التي وصفها أحد الدبلوماسيين العرب بأنها «امرأة لا تنام»، في إشارة إلى طاقتها الكبيرة في العمل، والمعروفة بتعاطفها الإنساني مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، مهمة شاقة، حيث أدى القصف والهجوم البري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي، والمستمر منذ قرابة ثلاثة أشهر، إلى تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية في القطاع ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص داخلياً، في حيز غزّة الجغرافي الضيق الذي لا يتجاوز 360 كيلومتراً مربعاً، وكلفت كاغ بهذه المهمة على خلفية قرار مجلس الأمن الدولي بضمان «التوصيل الآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع» إلى غزة.
لم تستقبل إسرائيل تعيين سيغريد كاغ في هذه المهمة الإنسانية الدولية بترحيب، بسبب انتقاداتها المتكررة للسياسة الإسرائيلية، وفي التسعينات اتهمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام «نبرات ديماغوجية تجاه الفلسطينيين»، ربما رداً على وصفها المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بأنهم «مستعمرون غير شرعيين على الأراضي المصادرة»، ويقال إنها عندما كانت نائبة لرئيس وزراء هولندا اصطدمت، غير مرة، مع رئيسها مارك روته بشأن سياساته تجاه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
في مهمتها الجديدة لن يكون لدى كاغ وقت كثير للنوم أيضاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/58zsf8w6

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"