هنيئاً للإمارات دورها الأممي

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ستحتفظ سجلات الأمم المتحدة بالأدوار البناءة التي لعبتها دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى عامين من عضويتها في مجلس الأمن، ويشهد المجتمع الدولي بأن أفكارها ومبادراتها كانت وستظل صوت اعتدال وسلام في عالم يواجه تحديات جمة وانقسامات عميقة. كما كانت خير ممثل للعرب ولسان قضاياهم العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

الدبلوماسية الإماراتية المنفتحة والواقعية، التي يقودها باقتدار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أثبتت جدارتها بمساهمتها الفاعلة في معالجة الأزمات العالمية. فقد تزامن تسلم الإمارات عضويتها في مجلس الأمن في بداية العام 2022، مع بدء التعافي العالمي من جائحة «كورونا»، وما تبعها من جهود واستراتيجيات تضامنية واسعة النطاق لمعالجة التداعيات المترتبة على تلك الكارثة الصحية، ثم ما لبثت أن اندلعت الأزمة الأوكرانية وحدوث انقسام غير مسبوق بين الشرق والغرب، أصبح معه العمل الدولي الجماعي شبه معطل، ومازالت تلك الأزمة ضاغطة بسبب ما أفرزته من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية تصدرت طوال هذه الفترة أجندة مجلس الأمن، وقد سعت الإمارات بكل قوتها الدبلوماسية وعلاقاتها المتينة مع جميع الأطراف الى أن توجد منطقة وسطى تلتقي فيها النقاط المشتركة والمصلحة الإنسانية لإنهاء الصراعات وإحلال السلام.

وقد حرصت خلال ترؤسها المجلس لفترتين في مارس 2022 ويونيو 2023 على أن تكون رئاستها عملية وقادرة على لمّ الشمل والتضامن، وقد نجح مجلس الأمن برئاسة الإمارات في إصدار 11 قراراً و11 بياناً، كما حفلت قيادتها للمجلس بالعديد من الفعاليات والمبادرات التي لاقت صدى إيجابياً تجاه قضايا التنمية والمناخ والتعليم وحقوق المرأة وتكافؤ الفرص بين الأفراد والشعوب، عملاً بمبادئ الدولة القائمة على العدالة والمساواة والتسامح والسلام.

وإذا كانت رئاسة الإمارات لمجلس الأمن علامة مضيئة في مقر الأمم المتحدة، فإن دورها كعضو غير دائم لا يقل صدقاً وتفاعلاً مع الأوضاع الراهنة، لاسيما في الفترة الأخيرة مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد نجحت هذا الشهر في جمع كلمة المجلس على استصدار قرار، تقدمت به، يدعو إلى اتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبما يسمح بالعمل على إنهاء هذه الحرب وحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة التي يتعرض لها. وبالفعل فقد كانت الإمارات صوت القضية الفلسطينية، بشهادة الفلسطينيين أنفسهم، وقامت بتنظيم زيارة لوفد من أعضاء مجلس الأمن إلى معبر رفح للاطلاع عن قرب على ما يعانيه المدنيون في غزة، وقد كان لتلك الزيارة أثرها البالغ في إصدار القرار 2720.

تستحق الإمارات وبعثتها الدائمة في الأمم المتحدة برئاسة السفيرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية، التهنئة على إنجاز المهمة بنجاح وكفاءة واقتدار. والقادم سيكون أفضل للإمارات ودبلوماسيتها، كعضو فاعل في المجتمع الدولي، له مكانة وازنة، ويطمح دوماً إلى العمل الجماعي ورفع رايات التضامن والسلام في كل المحافل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yeejx8je

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"