أحلام عربية

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

على هذه البقعة من العالم التي تحتوينا ما يدعو، على الأقل، إلى الحلم، أو بالأحرى استئناف ما سبقنا إليه أشخاص استثنائيون في مسيرتنا، سواء راحلون أو باقون بيننا، من أحلام.

بعض ما حلم به هؤلاء تحقق، وبعضه تائه بين حالات التشتت والانقسام في بعض الأقطار العربية، أو في العلاقات الثنائية بينها، لدرجة أضاعت إيمان كثيرين بأن من المحال أن نجتمع على كلمة، أو أمل.

ورغم كل شيء، ونحن نعتصم بالتفاؤل على أبواب عام جديد، يبقى في هذه المنطقة ما يبشّر، وما يشجع على الوقوف في وجه دعاة الإحباط، والفتنة، والتسليم بضعف طارئ يتكرر في دورات التاريخ.

وكثرة هؤلاء ليست إلا دليلاً على وعي الأغلبية بأننا نستطيع. وما استبسال الجماعات الكارهة للمنطقة، وغالبية مكوناتها للأسف عربية، في ترويج باطلها وركوب موجات الأزمات إلا استشعار لكثرة ما يوحد، إن على مستوى كل بلد، أو على الصعيد العربي.

لا ينام دعاة الإحباط، والفتنة، وتكسير الهمم؛ لأنهم يدركون أن في هذه المنطقة مقومات قوة، وملامح نهوض عليهم استهدافها ومحوها لأنها، باختصار، عناوين أحلام ممكنة وبدايات استئناف حضارة تعطلت.

في المقابل، انتصار هذه الوجوه يعني سيادة مشاريعها للتجزئة، وتصدّرها المشهد، حاكمةً بنفسها، أو نيابة عن دولة أو تيار. وما بعد ذلك يمكن تصوره، وأقله محو لأي ملمح حياة ووأد كل رغبة في التحرر.

أزماتنا، خاصة المزمن منها، لا تعني أننا محرومون من الحلم بأفضل مما نعيش، والرهان على المؤمنين بقدرات هذه المنطقة على أن تضارع غيرها في الإنجاز، وأن تسبقه.

والقدرة على الحلم رهن بأن ننظر إلى كل إيجابي في واقعنا، وإن قلّ، وذلك سلاح مهم في مواجهة إشاعة اليأس. لدينا من العقول ما يستحق التكريم والاستماع إليه، بدلاً من توغل صور التفاهة، واستعادة المهاجر منها، وإعلاء مكانة المقيم بعيداً عن سطوة الروتين والتعطيل.

لدينا قيادات عربية تعرف جوهر دائنا ودواءه، وفي القلب من ذلك مواجهتها الواضحة لتجار اليأس والتفرقة، وقبضها على كل مسالك القفز بهذه المنطقة إلى الأمام.

لذلك، لا غرابة أن يكون من يخوضون هذه المعركة الشرسة باسمنا في مرمى النيران اليومية للجماعات الساهرة على تقزيم كل فعل نبيل، وتحميل كل فعل عفوي ما لم يعمد إليه من المعاني والدلالات.

أمام ذلك، يصبح من الواجب أن ندرك قدرتنا على الفعل، وأن ندافع عن كل جهد غايته الانطلاق إلى غدٍ يسمح لأحلامنا بأن تتحرر من قبضة محترفي زراعة اليأس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/fh9cdk3z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"