صربيا.. وخيارات الغرب

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تحوّلت نتائج الانتخابات البرلمانية الصربية التي جرت يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي فاز فيها «الحزب التقدمي الصربي» الذي يتزعمه الرئيس ألكسندر فوتشيتش بأكثرية مطلقة، إلى نقطة تجاذب جديدة بين روسيا والدول الغربية، ما يضع منطقة البلقان مجدداً أمام تحديات ومخاطر جديدة.

بعد إعلان فوتشيتش أن حزبه حصل على 46.72 في المئة من الأصوات، أي على 120 مقعداً من أصل 250 مقعداً في البرلمان، وحصول تيار يسار الوسط (صربيا ضد العنف) على 23.58 في المئة، و«الحزب الاشتراكي» على 6.56 في المئة، اندلعت أعمال عنف في العاصمة بلغراد، تطالب بإلغاء نتائج الانتخابات.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعرب مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلق الاتحاد بشأن العملية الانتخابية في صربيا، أما ألمانيا فقد اعتبرت أن هناك «تجاوزات غير مقبولة في الانتخابات لاحظها المراقبون الدوليون بالنسبة لبلد مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي»، الذي يضع لذلك شرط الانضمام إلى الدول التي تطبق العقوبات ضد روسيا.

يذكر أن تظاهرات المعارضة في بلغراد تخللتها أعمال عنف؛ حيث هاجم المتظاهرون مبنى البلدية، وحطموا نوافذه، وحاولوا اقتحامه، لكن قوات الشرطة منعتهم، وقال الرئيس الصربي: «هذه مشاهد مأساوية.. لكن لا توجد ثورة.. والمتظاهرون لن تكون لهم الغلبة».

رأى بعض المراقبين أن التظاهرات لا تعدو كونها محاولة من جانب الدول الغربية لإحداث تغيير جديد في صربيا بعد فشل المعارضة في الحصول على الأغلبية البرلمانية، كتعبير عن رفضها لسياسات فوتشيتش الموالية لروسيا؛ إذ ترفض هي والمجر وسلوفاكيا الانضمام إلى الدول الأوروبية في فرض عقوبات على روسيا. المحلل في شؤون البلقان فاسيلي بابوف يرى أن التظاهرات تحمل سمات الثورات الملونة التي جرت في بعض دول أوروبا الشرقية، موضحاً أن واشنطن غير راضية عن موقف الرئيس الصربي، لذلك، «عندما لم يتمكن ائتلاف المعارضة الموالي للغرب من الحصول على الأغلبية البرلمانية بدأت واشنطن في تحريك أعمال شغب جماعية».

إلا أن نجاح هذا السيناريو مستبعد؛ لأن الحكومة الصربية لديها القدرة على مواجهة كل التداعيات المحتملة، وبالتالي لا خوف على نظام فوتشيتش، خصوصاً أن المعارضة في الأساس ليس لديها القدرة على التغيير.

روسيا من جهتها رأت في تظاهرات بلغراد محاولة من الغرب للاستيلاء على السلطة، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «يبدو أن الغرب ليس على استعداد لقبول حقيقة أن الناخبين الصرب أعربوا عن دعمهم للرئيس فوتشيتش ومساره السياسي، إن الغرب حاول وضع صربيا أمام خيارين، إما الانضمام إلى الدول التي تطبق العقوبات على روسيا أو تنظيم انقلاب على النظام القائم فيها». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «إن الغرب الجماعي أعطى صربيا الخيار نفسه الذي منحه لأوكرانيا.. إما أن تكون معنا، وإما أن تكون ضدنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/44wkt3yf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"