موقف إماراتي متميز

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال المنتدى الاستراتيجي العربي 2024، الذي عُقد أمس في دبي، رؤية واضحة وصريحة لدولة الإمارات حول العديد من القضايا والتحديات التي تواجه الإمارات والعالم العربي ومنطقة الخليج والعالم، حيث تقف الإنسانية على مفترق طريق بين خيارات الحرب ومآلاتها المدمرة، والسلام وفرص التنمية والتعاون والازدهار، داعياً دول المنطقة إلى تصفير خلافاتها وتوحيد جهودها وطاقات شعوبها من أجل الازدهار الشامل، معتبراً أن أمن منطقتنا ورخاءها كل لا يتجزأ والجميع مسؤولون أمام الأجيال الجديدة التي تنشد مستقبلاً أفضل.

وتطرق سموه إلى موقف الإمارات من القضية الفلسطينية، مؤكداً «أن فلسطين كانت وستبقى في الوجدان، وأن الإمارات من أوائل الدول التي دعت إلى وقف الحرب وحماية المدنيين، وسيّرت جسور الإغاثة الإنسانية لمساعدة أهلنا في قطاع غزة»، مشدداً على أهمية وقف الحرب الدائرة وبذل أقصى الجهود لتحقيق السلام.

ولأن سموه يدرك مخاطر الحروب وتداعياتها الكارثية، وما يمكن أن تسببه من تهديد للأمن والسلام الدوليين، فقد دعا إلى النأي عن الاستقطابات العالمية بما يكفل لشعوب المنطقة الازدهار والاستقرار «لأن كلفة الحروب باهظة في الأرواح والموارد».

ولأن الإمارات تقوم بدور ريادي في المنطقة والعالم كجسر للتواصل بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، في إطار استراتيجية سياسية واضحة مصدرها مجموعة من القيم الإنسانية التي وضع أسسها وبنى مداميكها القائد المؤسس المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فقد جدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التأكيد على أن موقع الإمارات «منحنا منذ القدم ميزة استثنائية لنكون جسراً إنسانياً وحضارياً للتواصل بين جهات العالم»، وأشار إلى «أننا في الإمارات نؤمن بتنوع الرؤى بين الدول في السياسة والاقتصاد والنظرة الخاصة إلى شؤون العالم، واستراتيجية التعاطي مع الأزمات المستجدة والتحديات التنموية والاجتماعية». كما أعرب عن تفاؤله بأن «الأزمات التي تواجهها الشعوب اقتصادياً وسياسياً ستبقى عابرة مهما بدت صعبة».

وفي معرض حديثه عن آفاق الوضع في مجلس التعاون لدول الخليج العربي أعرب سموه عن ثقته بأن دول الخليج العربي «ستواصل في السنوات المقبلة ترسيخ حضورها المؤثر إقليمياً ودولياً، والانتقال إلى آفاق جديدة في التنويع الاقتصادي، ما ينعكس إيجاباً على شعوبها وعلى المشهد العالمي برمته».

هي رؤية استراتيجية شاملة لمشاكل المنطقة والعالم يقدمها سموه كقائد فذّ، يدرك ما يواجه المنطقة والعالم من تحديات ومخاطر، لكنه ينظر إلى هذه التحديات من منظار المتفائل، لأنه صاحب مقولة «لا شيء مستحيل» وهو يطبقها ميدانياً على كل المستويات، وتحقق نجاحات تعد نموذجاً في الإصرار على أن تكون الإمارات في المقدمة دائماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mfenbjxp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"