احترافية أهل الخط

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

نحن في بلد جميل، يحتفي بالخط وفنه وأهله. الفعاليات كثرت، والمسابقات ازدادت، واحتضاننا للفنان العربي الحمد لله لا يشوبه شيء، ولا نراه إلا إضافة لمجتمعنا، ويبقى السؤال الذي لربما طرحته في مناسبات عدة، وكفنانة إماراتية أيضاً تعشق الخط منذ طفولتها، وتحارب الوقت أحياناً لتجد متسعاً له في الجدول المزدحم.. سؤال كتبته وقلته دونما مباشرة الرغبة في الطرح حتى لا نفهم خطأ، لكن الوقت حان لأن نكون واقعيين ونخرج ما في داخلنا: أين كل المؤسسات من حياة الفنان الخطاط؟.
كذلك أين التجربة الإماراتية الاحترافية المتعقمة التي تنقلنا لأبعاد عالمية؟ وأين الحضور الحقيقي لنا في المجتمعات الغربية؟ كل التطورات التي يعاصرها كل فرد منا هي اجتهادات شخصية، لم يحتضن من جهة، بل اكتفت كل الجهات بتوجيه الدعوات للمشاركة في فعالياتها ووضع مقص الرقيب علينا حتى تستبعد أحياناً أعمالنا دونما تبرير، ودونما توضيح حتى ننتقل من مرحلة لأخرى. أين المؤسسات الثقافية من برامج التبادل الثقافي التي تخدم الدبلوماسية الثقافية؟ لماذا يجب أن تكون لنا علاقات بأشخاص داخل هذه المؤسسات أحياناً حتى يتم ذكر أسمائنا؟
لماذا في كل مناسبة يكون الصدى الأكبر للفنان الأجنبي، لقد ملّ الكثيرون من ضغط المشاركات، لا ننكر أهمية هذه المعارض ولكن، هل فكر أحدهم يوماً أن يدخل في تفاصيل يوميات الفنان الإماراتي، ويضع خريطة طريق له وموازنة لنقله لبعد عالمي؟ لو تبنت هذه المؤسسات كل عام عدداً بسيطاً لكنّا اليوم نفتخر بأعداد من الفنانين العالميين الذين تمكنوا ومكّنوا بأدوات تساعدهم على التواصل والتواجد. لا تزال تنقصنا المنهجية، والأكاديميات المهتمة، والبرامج التي تعزز فينا الرغبة والشغف حتى لا نتوقف.
لا تكفي الدعوات أيتها المؤسسات التي تصلني وفي طيّها الإحساس بتكرمكم علينا بها، لا يكفي أن تقولوا للعالم دعمتمونا وأنتم لا تعرفون من أعمالنا إلا الاسم، ولا تدركون حتى تفاصيل ما نقوم به، لا تكفينا الأعداد المتزايدة من الفعاليات بل نطمح لتوحيد التطلعات، الجهود والأفكار لنقل الفنان «الخطاط» لمنحنى جديد، وأخبركم، من احترف هذا الفن ليس عدداً كبيراً، ومن يواصل رغم الضغط والتحديات أقل بقليل مما يتطلع له المجتمع الفني لدينا، لست أبالغ إن قلت لكم إن أحد أسباب تمسكنا بوظائفنا وعدم تفرغنا للفن هو أن الأغلبية يصرف من جيبه على أعماله وكم يكون مؤلماً حين يأتي أحد في تلك المؤسسات ليساومنا على سعر لا يدرك تفاصيله. هل تدركون أننا لا نملك أماكن خاصة بنا، والكثير لا مرسم لديه. 
الكثير من الشجون لا تكفيها مقالة، لكنها فضفضة محبّ قالها لعلها تدرك قلباً محباً لنا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/sh5wzhs9

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"