عادي
«الخليج» تحاور إيكو نيلسون نائب رئيس «أريكسون» الإقليمي

134 % انتشار شبكات 5G بالإمارات.. 13 مليون مشترك في 2025

15:02 مساء
قراءة 5 دقائق
الإمارات تواصل تطوير شبكات الجيل الخامس والنصف «G5.5»
دبي: حمدي سعد

أكد إيكو نيلسون، نائب رئيس شركة «إريكسون» في الشرق الأوسط وإفريقيا، أن دولة الإمارات تواصل نهجها الطموح للبقاء في طليعة قطاع الاتصالات العالمي، عبر شبكة الجيل الخامس المتقدمة «G5.5» والتي تمثل المرحلة التالية من تطور التكنولوجيا اللاسلكية، ومن المتوقع أن تحقق الدولة تغطية شاملة لشبكتي «G5 وG5.5»، ما يعزز التجارب الرقمية، ويمكّن التطبيقات التحويلية في مختلف القطاعات.

وقال نيلسون ل «الخليج»: إن الإمكانات الكاملة لتقنية الجيل الخامس لا تزال تتكشف يوماً بعد يوم، ويعتمد الكثير منها على المنظومات الناضجة للأجهزة والتطبيقات، التي يمكنها استغلال قدرات هذه التكنولوجيا بشكل أكبر، إلا أن الصناعة تشهد زيادة في نمو حركة البيانات مدفوعة بارتفاع اشتراكات الهواتف الذكية، وزيادة متوسط حجم البيانات لكل اشتراك، مدعومة في المقام الأول بزيادة مشاهدة محتوى الفيديو.

أضاف إيكو نيلسون، في العامين الماضيين فقط، تضاعفت حركة مرور شبكة الهاتف المحمول، ما يفرض على مزودي الخدمات العمل على بناء قدرات جديدة، ليس فقط للتعامل مع النمو غير المسبوق في حركة المرور، ولكن لتحقيق التوقعات المرتفعة لتجربة المستخدمين. وأشار نيلسون إلى أن دولة الإمارات تعد سبّاقة في نشر شبكة الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدم، بهدف توفير تغطية واسعة النطاق لاسيما في المدن والمناطق الاستراتيجية.

وتتوقع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات أن تتم تغطية جميع المناطق المأهولة في الدولة بشبكات الجيل الخامس اللاسلكية، بنهاية العام 2025. 

وقال نيلسون: تشير تقديرات مؤسسة «جلوبال داتا» إلى أن نسبة انتشار شبكات الجيل الخامس في الإمارات، ستصل إلى 134% (13 مليون مشترك)، بحلول 2025. وستتم إعادة تجهيز الطيف الذي يؤدي إليه إيقاف تشغيل تكنولوجيا الهاتف المحمول القديمة، لينضم إلى شبكة الجيل الخامس، بما في ذلك الاتصال لتطبيقات آلة إلى آلة وإنترنت الأشياء.

إيكو نيلسون
  • تحول محموم

وأوضح، نشهد حالياً تحولاً محموماً نحو بناء اقتصاد متنوع في جميع أنحاء المنطقة، مدفوعاً بالتقدم في التقنيات الرقمية، وهناك سباق قوي بين الاقتصادات الكبرى، لتحقيق السبق على صعيد جميع مؤشرات التكنولوجيا الرقمية الرئيسية، وقد تم تخصيص كميات هائلة من الموارد، وجرى سنّ سياسات مستنيرة، ووضع أطر تنظيمية لخدمة هذا التحول.

أما بالنسبة للإمارات، فإن كل ذلك يتجلى في مؤشر التنافسية الرقمية، الذي نشره معهد الإدارة والتنمية في سويسرا، حيث احتلت المرتبة ال 13 (من أصل 64)، في تصنيفات عام 2022، والثالثة عالمياً في مجال التكنولوجيا والإطار التكنولوجي.

وتؤكد الإمارات، أهمية التحول الرقمي، عبر الركائز الأربع لرؤية «نحن الإمارات 2031»، لتسريع نمو الدولة في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والاستدامة والبنية التحتية.

وعلى صعيد الفئة الفرعية للتكنولوجيا، تحتل الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في مستخدمي النطاق العريض اللاسلكي والإنترنت، والمرتبة الثالثة في مشتركي الهاتف المحمول، والمرتبة الحادية عشرة في التمويل التكنولوجي. وتابع نيلسون: ليس من المستغرب أنه في أحدث اختبار لسرعة شبكات الاتصالات، كانت 4 من أسرع 10 شبكات للهاتف المحمول في العالم موجودة في هذه المنطقة، ما يجعل من الإمارات رائدة بلا منازع في هذا المجال.

وتتصدر دول منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا الثورة الرقمية، حيث من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 234 مليار دولار، وفقاً لتوقعات مؤسسة البيانات الدولية «آي دي سي».

  • تسريع الجيل الخامس

وبيّن أن أحدث تقارير التنقل من «إريكسون» يظهر أن دول مجلس التعاون الخليجي تتصدر في مجال عمليات نشر شبكات الجيل الخامس، وتوفير الخدمات المرتبطة بها على مستوى العالم. موضحاً: نركز في «إريكسون» على تسريع نشر شبكات الجيل الخامس جزءاً من جهودنا لبناء شبكة الاتصالات في البلاد منصة تقنية للتغيير والتحول الجذري. ومن خلال التعاون مع شركاء الشركة في الصناعة، نعمل على تعزيز نشر مستدام للشبكة وتقليل البصمة البيئية في الإمارات، وتوفير التقنيات والحلول المبتكرة بشبكات الجيل الخامس للمستهلكين. وتهدف إريكسون من خلال هذه التقنيات، إلى سد الفجوة الرقمية، وخلق الفرص، والمساهمة في مستقبل عالمي أكثر إشراقاً، مع التركيز على التأثير المجتمعي الأوسع لابتكاراتها في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

  • المكاسب المرجوة

وعن مدى تحقيق شركات الاتصالات المكاسب المرجوة من الاستثمار في شبكة الجيل الخامس، رأى نيلسون: نعم بكل تأكيد، لقد بدأت شركات الاتصالات التي استثمرت في هذه الشبكة تحقق المكاسب المرجوة من استثماراتها. فوفقاً لأحدث تقارير التنقل من «إريكسون»، هناك أكثر من مليار اشتراك في الشبكة في جميع أنحاء العالم. ويُظهر تحليلنا للتطورات في أسواق هذه الشبكة وجود علاقة قوية بين زيادة انتشار اشتراكات الجيل الخامس وإيرادات الخدمة.

  • نمو إيجابي

وفي أكبر 20 سوقاً لشبكة الجيل الخامس، تم تسجيل نموٍ إيجابيٍ في الإيرادات بنسبة 3.5%، بمعدل نمو سنوي مركب على مدار العامين الماضيين، في أعقاب إطلاق خدمات الجيل الخامس، وذلك على الرغم من الضغوط التضخمية العالمية.

وتعمل الشبكة على تعزيز تجربة النطاق العريض للأجهزة المحمولة للمستهلكين والشركات، فعلى سبيل المثال، شهد قطاع الهاتف المحمول أقوى نمو (بنسبة 6%) في محفظة شركة اتصالات من «إي آند»، عام 2022، مقارنة بعام 2011، وذلك على خلفية زيادة استخدام النطاق العريض المتنقل. وأتاحت السرعات العالية والخبرة المحسنة لبعض مقدمي الخدمة الفرصة لتوليد المزيد من القيمة من المستهلكين، من خلال عروض الخدمات المبتكرة.

وستعمل الشبكة على المدى الطويل، على تحفيز تدفقات إيرادات جديدة ذات إمكانات قوية، مثل سوق واجهة تطبيقات البرامج وخدمات القيمة المضافة من الأعمال للأعمال/ الأعمال للحكومة، ونفذ المشغلون استثمارات كبيرة في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل «البلوك تشين» و«التطبيب عن بعد» و«إنترنت الأشياء».

وتعمل الشبكة أيضاً على تمكين الابتكار، وتحقيق الدخل بالتوازي مع الجهات الفاعلة الأخرى في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل مزودي الخدمات السحابية فائقة النطاق. ويختلف الجدول الزمني لمشغلي الاتصالات في الإمارات والمنطقة لتحقيق الأرباح المرجوة من شبكات الجيل الخامس. ومع تسارع اعتماد هذه الشبكة، ستنمو تدفقات الإيرادات من إنترنت الأشياء وخدمات المؤسسات وتجارب المستهلكين المحسنة.

  • اغتنام الفرص

وقال إن تحقيق الإمكانات الكاملة من نشر الشبكة، قد يستغرق وقتاً بسبب الاستثمارات في البنية التحتية، ونماذج الأعمال المتطورة، والاعتبارات التنظيمية.

ويعتمد تحقيق الربحية بشكل عام على قدرة المشغلين على اغتنام الفرص الجديدة في السوق، وتقديم خدمات جذابة مدعومة بشبكة الجيل الخامس، ما يجعل الانتقال إلى الربحية الكاملة رحلة تقدمية وليس نتيجة فورية.

  • تحديات

وقال نائب رئيس «إريكسون» في الشرق الأوسط وإفريقيا: إن التحدي الرئيسي لمشغلي الاتصالات في الإمارات، يتمثل في كيفية زيادة العائدات على كل درهم يتم استثماره في شبكات الاتصالات مع زيادة تكلفة رأس المال. وتتمثل العقبات الأخرى التي تواجه شركات الاتصالات في الإمارات، في استغلال الإمكانات الهائلة للرقمنة الصناعية، في التحول التحويلي من عقلية شركات الاتصالات التقليدية إلى عقلية الرقمنة أولاً، شأنها في ذلك شأن شركات الاتصالات العالمية الأخرى.

ويمثل هذا تحولاً إلى قدرات بشرية جديدة يمكنها تلبية احتياجات المؤسسات، عبر العديد من الصناعات، بدءاً من الرعاية الصحية والزراعة والتصنيع، والتي ليس لدى شركات الاتصالات خبرة مباشرة فيها.

لذلك، فإن ذلك يتطلب تحولاً ثقافياً نحو المزيد من ريادة الأعمال، وتغييراً في العقلية والاستثمار في قدرات خاصة بالصناعة، وتحفيز المزيد من التعاون، عبر منظومة كبيرة من الشركاء، بما في ذلك مزودي برامج تطبيقات المؤسسات وتكامل الأنظمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3r5ev6e2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"