اعكس التفكير.. ولا تستسلم للسلبية

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

معظم ما يمر بنا في الحياة هي جوانب سلبية، هي تحديات وصعوبات، وتعتبر النجاحات معدودة، ولكن بلوغ كل نجاح يحتاج لجهد مضاعف وللكثير من العطاء والصبر، بل إنه مترسخ في الذهن أنه لا يمكن بلوغ تميز وارتقاء دون، مرحلة من المعاناة، وبالتالي يغلب على مراحل الحياة المواقف المريرة القاسية، وهذا لا يعني عدم وجود أوقات من السعادة والراحة، وأيضاً أوقات من التفوق والنجاح، ولكن أشير لنقطة جوهرية تتعلق بالرحلة نحو تحقيق الهدف، خاصة عندما يكون ذلك الهدف على درجة عالية من الأهمية، وأيضاً يحتاج لإمكانات وجهود معرفية ومعلوماتية، هنا تصبح تلك الرحلة صعبة وتحمل في طياتها الكثير من التعب، وبذل الكثير من الجهد.
من هنا تنبع الذكريات المؤلمة، وبالتالي توجد في عقولنا مواقف قاسية، وأحداث مرت بنا تترك بصمتها المريرة، من هنا نتذكر كل ما مر بنا، في كل مرحلة من مراحل الحياة، وفي أحيان تصبح هذه الذكريات ذات وقع وتأثير بالغ وجسيم علينا.
وتبعاً لهذه الحالة، تصبح لدينا عادة من التفكير، الذي يعود بنا نحو تلك الذكريات، واستدعاؤها في كل حين وفي كل مرحلة، وللخروج من هذه الحالة، وتجاوز كل هذه المطبات الحياتية، نحتاج لصناعة حالة تفكيرية مختلفة تقاوم حالة العودة للماضي وللذكريات المريرة، ولعل تعويد العقل على التفكير المضاد، أو التفكير العكسي، سيكون قاعدة مناسبة يمكن الانطلاق منها نحو التخفيف من التفكير السلبي، الذي يجتر الماضي، ويعيد إنتاجه في كل فترة من الزمن.
التفكير المضاد أو العكس، هو تركيزك ويقظتك، بأن تعكس كل ما يخطر في بالك، وما يوجد في عقلك، عن الماضي، خاصة عندما يكون هذا الماضي محمل بالسلبية، لا أقول محاولة النسيان أو التناسي، وإنما عكس السلبية لتصبح إيجابية، كلما حضرت في ذهنك ذكرى مؤلمة، استبدلها مباشرة، بأفكار سعيدة، بمعنى الذكرى المؤلمة التي تطغى عليك، حولها لإيجابية، وجّه لعقلك وقلبك وروحك، رسائل مثل: لولا هذا الموقف، لما كان لديّ وعي بأن الحياة تحتاج الصبر، أو أنه بسبب هذا الموقف، أصبحت أكثر قوة، وتحملاً لأعباء الحياة، أو نتج عن هذا الموقف أن حققت نجاحاً في مضمار آخر... إلخ قم بعكس أفكارك من السلبية، وأوجد إيجابية، المهم ألا تستسلم للذكريات الماضية.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/887a4az9

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"