لو توقّفت الأرض فجأة

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

اليوم الجمعة، فما رأيك في هذا السؤال: ماذا لو توقفت الأرض فجأة عن الدوران حول نفسها؟ السؤال يتضمّن هو والجواب: أفلا تشكرون؟ هذه الجروح وهذه القروح على وجه الحياة، أليست كفراناً بالنعمة؟ موقع مجلة «العلم والحياة» الفرنسي (4 يناير) أثار الموضوع الذي يَطرح بدوره سؤالاً فيه ألف عبرة وموعظة: هل الإنسان أهل حقّاً لسكنى هذا الكوكب الذي لا نظير له في المعلوم من مجرّات الكون؟ المعلومات لا غوامض فيها، بل إن المرء لو طرح على نفسه السؤال، لاستطاع جمع التفاصيل من الشبكة، ولكن الباقة المعرفية منعشة ممتعة، يهدي القلم خلاصتها إلى الأعزاء.
الأرض تدور حول نفسها كل أربع وعشرين ساعة، فننعم باختلاف الليل والنهار، ولو توقفت فجأة لغرق نصف الكوكب في الظلام. لكن، لا داعي إلى القلق، فلن يشعر أحد بالمأساة، فالبشريّة جمعاء سترحل في لمح البصر. الأرض تدور حول محورها بسرعة 1674 كم/ساعة، من الغرب إلى الشرق، فلو توقفت فجأة، لألقت بمن عليها وما عليها إلى ما هو أدهى من أمّ قشعم، بتلك السرعة، فلا منجاة حتى لو سقط الناس في الماء. لكن، إذا تصوّرتَ خروج قوم سالمين من الكارثة، فللأسف، سيلقون ما هو أخطر، فمياه البحار هي الأخرى ستندفع بالسرعة نفسها نحو الشرق، وسيكون ما نعرفه من التسونامي لهو أطفال في ألعاب مائية، لأن الطامّة الكبرى هي أن كل ما يوجد على سطح الأرض سيندفع بتلك السرعة، الأشجار، المباني وكل شيء. تقول الفيزياء: إن موادّ الأرض تكون مقاومة لدى الضغط، لكن، لا عند قوة الدفع.
إذا وقعت الواقعة، فسيكون غير المحظوظين هم أولئك الذين عند خط الاستواء، فهناك المصيبة أعظم. أمّا عند القطبين فمحور الدوران أصغر، بالتالي تكون سرعة الدوران ضعيفة جدّا، حوالي ثلاثة كم/ساعة. لكن ماذا لو حدث التوقف تدريجاً في أيام أو أسابيع؟ اطمئنوا، فلن تطير البنايات ولا الأشجار، لكن بمجرد التوقف، ستواجه البشرية ظروفاً فاجعة، لأن الأرض ستواصل الدوران حول الشمس، وسيدوم اليوم ستة أشهر. عندها سيشهد الكوكب نوعين من المأساة. التعرض للشمس نصف عام سيُسفر عن أن المحاصيل الزراعية ستُشوى، بينما يتبخّر جانب كبير من مياه الأرض. أمّا في النصف المظلم طوال ستة أشهر، فالكارثة مختلفة، فغياب الشمس سيقضي على المزروعات، ويحوّل المياه إلى جليد.
لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: أفلا تتفكرون؟ أفلا تتوقفون عن الدوران حول محور الشرور؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yunms8bj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"