تايوان وتحدي الصين

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين
2

لم يكن فوز وليم لاي تشينغ تي من «الحزب التقدمي الديمقراطي» التايواني الحاكم بمنصب الرئيس مفاجئاً للصين التي كانت حذرت من فوزه عندما وصفته ب«الانفصالي الخطير»، لذا جاء فوزه على منافسيه الاثنين، كي وين جي من «حزب الشعب التايواني»، وهو يو أيه من «حزب الكومنتانغ» بمنزلة تحدٍّ لتوجهات بكين في إعادة توحيد الجزيرة التي تستخدمها الولايات المتحدة أداة من أدوات الصراع معها في منطقة جنوب شرق آسيا. 
كانت بكين تفضل مرشح «حزب الكومنتانغ» باعتباره من مناهضي الانفصال والاستقلال، ومن دعاة الحوار مع بكين، إلا أن انتخاب تشينغ تي وهو نائب الرئيسة الحالية تساي إنغ ون لمنصب الرئيس سوف يؤدي إلى تصعيد الخلافات مع بكين، كما أن العلاقات الصينية الأمريكية لن تشهد الاستقرار المطلوب في عهده.
صحيح أن واشنطن لا تعترف بتايوان دولة مستقلة، وتعتبر الصين الشعبية الممثل الوحيد للشعب الصيني، إلا أنها ترتبط بتايوان بعلاقات تجارية واقتصادية وتكنولوجية مهمة، كما تدعمها عسكرياً، وأكدت أنها ملتزمة بالدفاع عنها في حال تعرضها لهجوم صيني، وهذا يعني ضمناً أن واشنطن تراهن على بقاء تايوان منفصلة عن البر الصيني دون إعلان رسمي، لاستخدامها أداة في استراتيجية الهيمنة التي تعمل على تكريسها في منطقة بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ. وفي هذا الإطار تعمّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن توجيه رسالة تهنئة إلى الرئيس الجديد، كما وصل وفد أمريكي «غير رسمي» إلى تايوان لإظهار «الدعم الراسخ» لها في مواجهة الصين التي رأت أن رسالة بلينكن «إشارة خاطئة جداً» إلى من وصفتهم ب«قوى استقلال تايوان».
المعهد الأمريكي في تايوان أشار إلى أن الوفد الأمريكي «سينقل تهاني الشعب الأمريكي إلى تايوان على الانتخابات الناجحة، ودعمها لاستمرار وازدهار تايوان وموها، واهتمامها الراسخ بالسلم والاستقرار عبر المضيق».
من جهته حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من «عقاب قاسٍ» لأي محاولة لاستقلال تايوان، وقال: «تايوان لم تكن يوماً بلداً، لم تكن كذلك في الماضي، وبالتأكيد لن تكون كذلك في المستقبل»، وأضاف: «أياً تكن نتيجة الانتخابات فلا يمكنها أن تغيّر الواقع الأساسي بوجود صين واحدة وتايوان هي جزء منها».
الموقف الصيني من تايوان حاسم ولا رجعة فيه، وفي اجتماع العمل السابع عشر لوزارتي دفاع الصين والولايات المتحدة في واشنطن الأسبوع الماضي أكد الجانب الصيني أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل وسط بشأن قضية تايوان، ويجب على الجانب الأمريكي احترام مبدأ صين واحدة، والتوقف عن تسليح تايوان».
من المرجح أن لا تعرف العلاقات بين الصين وتايوان، وبين الصين والولايات المتحدة الهدوء في عهد الرئيس التايواني الجديد الذي قال بعد فوزه: «لقد فعلناها، ولم نسمح لقوى خارجية بالتأثير على انتخاباتنا، إننا وحدنا نستطيع اختيار رئيسنا»، ووجه رسالة إلى الصين مزدوجة المعنى بالقول إنه «لن يسعى إلى الاستقلال أو الاتحاد مع الصين»، وتعهد بحماية تايوان من التهديدات الصينية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2s4fnv3a

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"