استدامة شرقاوية

هنا الشارقة
00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
عيسى هلال الحزامي

** من المرة الأولى التي طالعت فيها مسمى «الاستدامة» ارتبط معناها عندي بحفظ النعم التي أنعم بها الله علينا بوجه عام، فحتى تستديم النعم لا بد من شكر الله عليها، ولأن الشكر لا يكون إلا بالقول والعمل معاً كان واجباً علينا في سبيل استدامة كل ما حولنا من نعم أن نحمد الله ونشكره عليها قولاً، وأن نتحرى وسائل استثمارها والمحافظة عليها عملاً.

ولذا عندما ورد ذكر الاستدامة كمحور وهدف في استراتيجية دولة الإمارات حتى عام 2030، وعندما تم اعتبار عام 2023 عاماً للاستدامة، لم تكن تداعيات الاستدامة غائبة عن رؤيتنا في مجلس الشارقة الرياضي، خصوصاً وأنها كانت حاضرة كمبدأ ومفهوم، وكثقافة مجتمعية شاملة في استراتيجية الإمارة، وبالتالي أخذت الاستدامة مكانها بسلاسة وتلقائية في خطة عمل المجلس الممتدة حتى عام 2031، وجاء ذكرها صريحاً واضحاً في الرسالة التي تستهدف «ابتكار مستقبل رياضي ثقافي متميز ومستدام للشارقة، من خلال إعداد قيادات إماراتية وعمل شراكات فعالة تضمن تحسين جودة الحياة».
** وبالأمس، كان معهد الشارقة للتراث مسرحاً لتتويج الفائزين بالجائزة التي أطلقها المجلس احتفاءً بعام الاستدامة، وكان في الوقت نفسه شاهداً على سبق رياضي في هذا المجال الذي ربما يصعب على البعض أن يجد فيه سبيلاً للاستدامة، لكن الحال في الشارقة «غير»، فقد عاش 20 نادياً رياضياً ومتخصصاً في الإمارة ثقافة الاستدامة بكل تفاصيلها، من خلال سبعة معايير شملت: الأخلاقيات والقيم، والحوكمة والإدارة، والتدريب والتمكين، والشراكات والتنمية، والأثر الاجتماعي، والأثر البيئي، والأثر الاقتصادي، وكان الفوز بالمركز الأول من نصيب «الحمرية» على مستوى الأندية الرياضية، و«الشارقة لرياضات الدفاع عن النفس» بين الأندية التخصصية.

** ودعوني أعترف لكم بأن سعادتي بالمردود الثقافي للجائزة أكبر كثيراً من سعادتي بمحصلتها التنافسية، خصوصاً بعد أن علمت من الأخت مريم الحوسني رئيسة الجائزة «مدير إدارة الاستراتيجية وتطوير الأداء» أن اجتهادات الأندية أسفرت عن ابتكارات خلاقة عديدة، أذكر منها على سبيل الاستدلال: مشروعات للزراعة المائية، ولتدوير الخردة، وللمراقبة بحافلات المدارس، إضافة إلى ابتكارات رياضية وبيئية كفلت لنا 33 ملكية فكرية لحقوقها، وبالطبع ما كنا لنعرفها أو ندركها لولا تلك الجائزة.

** أخيراً، الشكر مستحق لفريق العمل الرائع الذي تولى المهمة الصعبة، والتهنئة من القلب للأندية الستة التي اعتلت منصة التتويج، وكل الامتنان لجميع المشاركين الذين تباروا في الجائزة، فبهؤلاء وأولئك كانت «الاستدامة الشرقاوية» على أفضل ما يكون، والحمد لله.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4ad2bs67

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"