«كعب آخيل» الإسرائيلي

01:05 صباحا
قراءة دقيقتين
2

بعد كلام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن رفضه قيام دولة فلسطينية، يمكن القول إن هناك استحالة في التوصل إلى تفاهمات كبرى في المنطقة تقوم على تطبيق القانون الدولي الإنساني ومقررات الشرعية الدولية في ما يخص القضية الفلسطينية.

صحيح، أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عن رفضه لحل الدولتين الذي بدأ العالم يعتبره الحل الوحيد لإنهاء الصراع في المنطقة، ووقف المجازر المتتالية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وإمكانية توسع رقعة الحرب الحالية بما يتجاوز الأرض الفلسطينية، وما يمكن أن يؤدي اليه ذلك من تهديد للأمن والسلام الدوليين، إلا أن نتنياهو كان يوجه كلامه هذه المرة إلى الإدارة الأمريكية أولاً وإلى العالم العربي ثانياً، متحدياً ومتجاوزاً كل كلام عن التسوية الممكنة، بتأكيده أن لإسرائيل حق «السيطرة الأمنية على كامل الأراضي غرب نهر الأردن.. ويجب أن يكون رئيس الوزراء قادراً على قول لا لأصدقائنا» في إشارة إلى الولايات المتحدة، وهذا يعني إنكاره لوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

إن كلام نتنياهو هذا، ليس كلاماً عابراً يصدر عن مسؤول إسرائيلي، إنه موقف إسرائيلي ثابت في الفكر القائم على التوسع والتهويد، وتطبيق الإيديولوجية الدينية المتمثلة بأحقية الشعب اليهودي في كل أرض فلسطين وما حولها، وقد أصبح هذا الموقف هو ما تتبناه أكثر حكومات إسرائيل تطرفاً ومن قبلها أيضاً الحكومات «الأقل تطرفاً»، وصولاً إلى المجتمع الإسرائيلي الذي يزداد هو الآخر توجهاً نحو اليمين والتطرف.

إضافة إلى رفض حل الدولتين، يريد نتنياهو «انتصاراً حاسماً على حماس»، مهما ارتكبت القوات الإسرائيلية من مجازر ودمار، في رفض مطلق لكل الدعوات الصادرة عن معظم دول العالم بوقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لنحو مليوني فلسطيني باتوا بلا مأوى، حتى ولو تواصلت المعارك «حتى العام 2025» وفق قوله.

هناك إصرار على مواصلة المذبحة وحرب الإبادة طالما أن الحرب لم تحقق أهدافها بعد أكثر من مئة يوم على بدئها، رغم الخسائر التي يُمنى بها الجيش الإسرائيلي.

فمن يضمن أن حرب نتنياهو سوف تحقق أهدافها بالقضاء على المقاومة ونزع سلاحها وإعادة المخطوفين والأسرى وتحقيق الأمن لإسرائيل، وهي تغرق يوماً بعد يوم في وحل غزة حسب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، فيما المجلس الأمني المصغر في الحكومة يقول: «لا مستقبل للحرب ونتنياهو يماطل لكسب الوقت والتهرب من المسؤولية».

الحقيقة أن نتنياهو يدفع المنطقة إلى أتون حرب لا يُعرف مداها وخطورتها، فهو الآن بمثابة «كعب آخيل» حيث نقطة ضعفه وسبب سقوطه.

لكن على الولايات المتحدة أن تقول كلمتها وتحدد موقفها منه. ولكي لا يبقى كلامها مجرد ثرثرة،عليها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4rb49hc5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"