أنت من يستدعي القلق والتوتر

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يقال بأن هناك ارتفاعاً في معدلات التوتر والقلق، في مختلف المجتمعات، وأن بعض المختصين في العلوم النفسية توقف أمام مثل هذه الحالات، مثل الدكتورة ماريان براندون، المتخصصة في علم النفس الإكلينيكي، والتي تتمتع بخبرة تزيد على 20 عاماً في مجال العلاقات وعلم النفس بصفة عامة، حيث قالت: «إنه وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تشخيص إصابة ما يقرب من 1 من كل 5 بالغين بالاكتئاب. من المحتمل أن يكون هذا الرقم المذهل أقل من الواقع؛ لأننا نستطيع أن نفترض أن عدداً كبيراً من الأشخاص يعانون من الاكتئاب، ولكنهم لا يتحدثون مع إخصائي طبي حول هذا الموضوع، وبالتالي لا يتم تشخيصهم. وقد ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن 27 في المئة من الأمريكيين يعترفون بأعراض اضطراب القلق، وفقاً لمسح أجراه المركز الوطني للإحصاءات الصحية».

ويمكننا اعتبار الولايات المتحدة عينة لمختلف أرجاء العالم، ويرجع البعض من العلماء ارتفاع حالات التوتر والقلق، وأيضاً الاكتئاب، إلى جوانب نحن كأفراد نتورط فيها، وهو ما يؤشر لمقدرة كل واحد منا على تجنب هذه الحالات النفسية المرضية. من تلك الأسباب التعرض الدائم، وبشكل متكرر، للأخبار المؤلمة والحزينة، أيضاً تلك المواد التي تحمل أنباء عن صراعات ومعارك وعنف، ونحوها من الأنباء التي تصلنا بشكل متكرر بالصوت والصورة، على هواتفنا الجوالة، هذا التعرض المتكرر لمثل هذه المواد، يسبب لنا حالة من الإرباك، وقتامة؛ لأن عقولنا تتفاعل مع مثل هذه الأنباء، ويصبح لها وقعها على تفكيرنا، وعلى حالتنا المزاجية، دون أن نشعر.

هناك جانب آخر يتعلق بالمخاوف من المستقبل، أو عدم تحقيق الغايات والطموحات، وأيضاً الصراعات في مجالات العمل والوظيفة. هذه الضغوط تسبّب حالات من التوتر والقلق، والاكتئاب، وهناك حالات عدم الرضا عن النفس، أو مقارنة النفس بالآخرين، وهذه المقارنة قد تكون في جوانب ذهنية عقلية، حيث يرى البعض أنهم أكثر ذكاء، أو المقارنة من الناحية المادية، حيث نرى أنهم يتمتعون بالرفاه والثراء، ونحوها من الأفكار.

وإن أمعنا التفكير في جميع ما سبق ذكره من أسباب عن التوتر والقلق أو حتى الاكتئاب، فإننا نجد أنها من صنع عقولنا وتفكيرنا، من صنع اهتماماتنا وما يختلج في النفس من أمانيّ وتطلعات. لذا، فإن العلاج يبدأ من الداخل، يبدأ من عقولنا، من تفكيرنا. وهو أمر بأيدينا جميعاً، يجب علينا تعلمه وممارسته، لنتجنب حالات القلق والتوتر بل والاكتئاب.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5n8suhtj

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"