نهاية وشيكة

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

وليد عثمان

يبدو أن النسخة الحالية من المواجهة بين إسرائيل وحماس ستعرف نهاية وشيكة، رغم أن الأولى صرحت بأنها ممتدة إلى 2025 وستفضي إلى تحقيق أهدافها المعلنة وفي مقدمتها تحرير رهائنها والقضاء على الحركة.

والمتفق عليه أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يريد إطالة أمد الحرب متذرعاً بحتمية تحقيق هذين الهدفين على الأقل، لكن الكل يعرف أن غايته الأساسية حماية نفسه من مساءلة حتمية تنهي مسيرته السياسية، تقاعداً أو سجناً.

ورغم ما فعله الجيش الإسرائيلي بغزة، ووصول الأوضاع فيها إلى الحد الأقصى من السوء حسب جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فإن القناعة تترسخ لدى كل الأطراف، بمن فيهم شركاء نتنياهو، بأن الهدفين الإسرائيليين لن يتحققا بالاستمرار في القتال.

والنقطة الأهم في الجانب الإسرائيلي هي مسألة الرهائن التي تشكل ضغطاً يومياً على نتنياهو، فعائلاتهم تطارده في كل مكان وتتحرك داخلياً وخارجياً لتأمين عودتهم. وهذا ما تستغله «حماس» منذ بداية المواجهة، وتدرك أنه يمثل لها ورقة تفاوض رئيسية تريد بها بلوغ هدفين رئيسيين في هذه المرحلة هما الوقف الشامل لإطلاق النار وإخلاء السجون الإسرائيلية من كل المعتقلين الفلسطينيين.

وبدورها، تواجه الحركة ضغوطاً خلقها الوضع الكارثي لقطاع غزة وأهله، ما يحيي بعض الأسئلة المتعلقة بدوافع عملية «طوفان الأقصى» التي ابتدأت بها «حماس» المواجهة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. إذاً، أصبح طرفا الحرب تحت الضغط الشعبي الذي يغطي ضغوطاً أخرى في كواليس التشاور تمارسها الأطراف الباحثة عن نهاية لدورة عنف تميزت عن سابقاتها بطول أمدها ونتائجها الإنسانية غير المسبوقة.

ويبدو أن هذه الضغوط مجتمعة ستجبر الطرفين على وضع حد قريب للحرب، وهو ما سيعني محاسبتهما، كلٌ في محيطه، على كل وقائعها. وربما يكون ذلك دافع «حماس» إلى إصدار وثيقتها «هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى؟» التي تستبق بها أسئلة صعبة يؤجلها الدم الفلسطيني المراق منذ أكثر من مئة يوم.

وثيقة «حماس» ترى أن طوفانها كان «خطوة ضرورية واستجابة طبيعية» لمواجهة مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية، وطالبت بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفتح المعابر، وفك الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات.

ما يلفت في الوثيقة الصادرة بالعربية والإنجليزية تبرُّؤ الحركة من استهداف المدنيين في إسرائيل عند بدء «الطوفان»، وعدم تقصّد مقاتليها قصفهم أثناء المعارك، وهو ما لا ينتظر العرب سماعه، الآن على الأقل، فهل هذه رسالة لأطراف غربية منخرطة في الوساطة أو التفاوض لرسم النهاية؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mr2fj72z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"