عادي

فاهم القاسمي لـ «الخليج»: تنمية الشارقة تستند إلى بناء الإنسان

01:48 صباحا
قراءة 5 دقائق

حوار: سارة البلوشي

تلعب دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، دوراً رئيسياً في تعزيز استراتيجية التنمية المستدامة في كافة المجالات، ومن أبرزها الاقتصادية والثقافية، والجوانب التعليمية في الإمارة، وذلك وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.

وفي حواره مع «الخليج»، كشف الشيخ فاهم القاسمي، رئيس الدائرة، أن تحقيق هذا الدور يتطلب تنسيق الجهود بين الشركاء المحليين والدوليين، بهدف تطوير العلاقات في كافة المجالات، فضلاً عن العمل مع مجموعة واسعة من الهيئات والمنظمات الحكومية على مختلف الصُعد الإقليمية والعالمية.. وتالياً نص الحوار:

- كيف تعمل الدائرة على التنسيق بين الجهات الحكومية وشبه الحكومية، بما يخدم مصلحة الشارقة في جميع القطاعات؟

تعمل المؤسسات في الشارقة بتعاون وتنسيق متكامل، لأنها جسم واحد متعدد الوظائف والتخصصات، لكل منها دوره ووظيفته الخاصة، وفي الوقت نفسه لها دورها العالمي وهو المساهمة في دعم المشروع الحضاري التنموي في الإمارة وتوفير كافة عوامل نجاحه، ونحن في الدائرة شركاء أساسيون بحكم دورنا في توثيق العلاقات بين مجتمع الشارقة، ومجتمعات الأعمال والثقافة والعلوم في العالم أجمع.

التجارب العالمية

- كيف يتم تعزيز دور هذه المؤسسات وتمثيل الإمارة في مختلف المحافل الدولية؟

نعمل في سبيل ذلك وفق خطة ممنهجة تقوم على الحوار الدائم مع مؤسسات الإمارة والاطّلاع على توجّهاتها، ومن ثم رصد التجارب العالمية التي تخدم هذه التوجهات من أجل وصل تعزيز العلاقات والتعاون بين الطرفين.

النمو والتنمية

- ما هي استراتيجية الدائرة في تعاون جميع القطاعات؟

جوهر استراتيجيتنا هو أن تكون الشارقة في مقدمة مدن العالم من حيث النمو والتنمية والتقدم، وأن تساهم بشكل حيوي وفعال في خدمة المصالح العالمية في هذه المجالات من خلال تفعيل التواصل البناء القائم على تفهم المصالح المشتركة للمجتمعات.

وتُشكل الشارقة اليوم واحدةً من أهم الوجهات العالمية للاستثمار، وتأسيس الأعمال والعيش والتعليم والسياحة، وهذه المكانة منجز عظيم يجب أن نبني عليه بشكل مستمر، فمن النادر أن نجد نجاحاً متكاملاً على كافة الصُعد كالذي نراه في الشارقة.

الطموحات المشتركة

- وما استراتيجية تفعيل الاتصال الدبلوماسي الدولي لتبادل التجارب والخبرات؟

بوصلة علاقاتنا الدبلوماسية مع مدن ومجتمعات العالم هي دعم الطموحات المشتركة للشعوب، ونؤمن بقوة برؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، حول دور التنمية في تجاوز تحديات المجتمعات وخلق عالم متوازن يقوم على الاحترام المتبادل وتفهم الاختلافات والاستفادة منها في تشكيل مشهد إنساني يليق بالإنسان في كل مكان.

محط اهتمام

- هل ساهمت العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في نجاح العمل الحكومي، وكيف حدث ذلك؟

بالطبع، تساهم هذه العوامل بشكل كبير وأساسي، فالمنجزات التي تتحقق تجعل تجربتنا الخاصة محط اهتمام الكثيرين، بهدف التعرف عليها وعلى عناصرها، لأن المجتمعات تتعلم وتستفيد من بعضها بعضاً.

لدينا في الشارقة تجربة متميزة ومتكاملة، فهي حاضنة للتنمية التي تستند إلى بناء الإنسان والاهتمام بعلمه وثقافته، وهي تختلف عن التجارب التي تركز على تحقيق النمو بالاتّكال على الموارد أو العناصر الاقتصادية المادية، لذا استطاعت تحقيق التنوع في القطاعات واستدامة النمو وضمان البعد الاجتماعي للتنمية، إلى جانب جذب الأعمال الناشئة وتشجيع تأسيس الأعمال الجديدة، وهو البعد الذي يقاس بأثر النمو الاقتصادي على مكانة الفرد ورفاهية المجتمع.

أما من الناحية الاجتماعية، لدينا مجتمع مستقر ومتماسك ومنتج، والظواهر السلبية لا تكاد تذكر ويتم معالجتها بغرس الثقافة الإيجابية وترسيخ القيم النبيلة، وعلى المستوى البيئي، حققت الشارقة منجزات كبيرة في الاستدامة وحماية المناخ والتنوع البيئي.

تذكرة العبور

- إلى أيّ مدى انعكست هذه المنجزات على الدائرة؟

كل هذه المنجزات منحت الدائرة تذكرة العبور إلى مجتمعات العالم وقطاعاته، لأنه عندما يكون لدينا ما نقدمه للعالم ستكون عملية بناء العلاقات الحكومية سهلة، ونحن نلاحظ هذا عندما نلتقي نظراءنا من دول أخرى ونتحاور معهم، ونجد أنهم معنيون بالتعرف أكثر على تجربة الشارقة، سواء من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية وبناء المراكز الثقافية، أو من خلال الشراكة في الفعاليات المتنوعة التي تحتضنها الإمارة.

على صعيد آخر، هناك توافق تام على أولويات مسيرة الشارقة، على سبيل المثال، تسعى الإمارة نحو تعزيز الارتقاء الدائم بالمشهد العلمي والثقافي والاستثماري والتجاري والتكنولوجي، لذلك نحن نستهدف أفضل التجارب العالمية في هذه المجالات ونستقطب أهم روادها ومؤسساتها وشركاتها لدخول الإمارة أو لعقد لقاءات خارجية بينهم وبين المؤسسات والقطاعات المحلية.

برنامج التوأمة

- حدثنا عن «برنامج التوأمة»، ومدى مساهمته في تطوير وتعزيز الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع المدن ذات القواسم المشتركة؟

«التوأمة» تعني إما شراكات رسمية بين المدن، تسهم في تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي والعلمي، أو شراكات بين مؤسسات وجهات وهيئات مثل الجامعات والبلديات والموانئ والمطارات، لتبادل الخبرات وتسهيل التعاون.

وعلى سبيل المثال، الشارقة لديها اتفاقات توأمة مع مدينة غرناطة الإسبانية منذ العام 2009، وتوأمة بين موانئ الشارقة وعدد من الموانئ الأمريكية، وبين جامعة الشارقة وجامعات عربية وعالمية، وهناك خطط لمزيد من هذه الاتفاقيات بين الإمارة ومؤسساتها ونظيراتها في العالم.

ما أودّ قوله هنا، إن الشارقة تعمل بمنهج التوأمة مع العديد من المدن والهيئات والمؤسسات العالمية بدون توقيع اتفاقيات رسمية، وذلك من خلال العلاقات الاستراتيجية والمستدامة مع أهم المراكز الاقتصادية والثقافية والعلمية في دول مختلفة من العالم.

- هل جرى استقطاب تجارب تنموية دولية؟ وما مدى توطينها والاستفادة منها؟

نجحت الشارقة في جذب آلاف التجارب التنموية الدولية المتنوعة، ولا ننسى أن الإمارة من الأكثر جاذبية لتأسيس الأعمال وبناء المراكز الصحية والعلمية والثقافية، ويتضح مدى هذا الجذب من خلال تنويع الاستثمارات في أسواقها، ونحن هنا لا نتحدث عن استثمار السيولة في أعمال وقطاعات قائمة، بل في إنشاء وتأسيس الشركات والمؤسسات والمراكز والمرافق العلمية والأكاديمية والثقافية.

على سبيل المثال، لو نظرنا عن قرب للمشهد الصناعي بالشارقة، سنجد مصانع من مختلف الجنسيات تعمل بشكل مستقر ومستدام، الأمر ذاته ينطبق على المرافق والمؤسسات العلمية والثقافية والصحية، حيث تحتضن الشارقة أهم هذه التجارب على مستوى المنطقة وساهمت إلى حد كبير في تشكيل المشهد التنموي للشارقة.

- كيف يعمل قسم العلاقات الدولية في تعزيز جاذبية الشارقة بوابةً للمؤسسات الإعلامية العالمية لتأسيس أعمالها؟

الإعلام مساهم أساسي في نجاح مساعي المجتمعات والتعريف بمنجزاتها وتعزيز الثقافة الإيجابية المتمثلة بالتعاون وتبادل الخبرات بين الشعوب، واستناداً لهذه المكانة للإعلام اليوم، سواء كان الممثل بالمؤسسات الإعلامية العريقة، أو ما يسمى بالإعلام الاجتماعي البديل، نحن حريصون على أن تكون الشارقة قاعدة لتأسيس الشركات والمؤسسات والأعمال ذات الصلة بالإعلام بشكل عام.

ويتسم مناخ الأعمال الداعم للمؤسسات الإعلامية في الشارقة بالنضج والحيوية، وبشكل خاص المناطق الحرة المتخصصة في الأعمال الإبداعية التي تحتاج إليها أية مؤسسة إعلامية في العالم، مثل مدينة الشارقة للإعلام «شمس» و«المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر» وغيرها، وتقدم المناطق الحرة حزم من الدعم والتسهيلات للأعمال الابداعية والإعلامية الناشئة أو للشركات والمؤسسات التي تنقل أعمالها للإمارة وتفتح فروعاً لها فيها.

استراتيجية مستقبلية

- وما الخطط الاستراتيجية المستقبلية لذلك؟

بالنسبة لاستراتيجيتنا المستقبلية والتي نثق كل الثقة بأنها ستحقق نجاحات كبيرة، تتمحور حول أن تكون الإمارة حاضنة للصناعات الإبداعية ومن بينها الإعلام، ونحن نعمل في سبيل تحقيق ذلك على تعزيز علاقاتنا مع المجتمعات الإعلامية في العالم للتعريف بميزات الشارقة، وفرص النمو في مختلف قطاعاتها.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4t3pr9e8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"