شرح تشريح الشريحة وشرشحتها

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

إلى أين يسير بنا إيلون ماسك بالشريحة الأولى في الدماغ؟ سنة 2016، قال كلاوس شواب، المؤسس والرئيس لمنتدى الاقتصاد العالمي (دافوس): «إن المستقبل القريب سيشهد زراعة شريحة في الدماغ، أو تحت الجلد، وعندها يستطيع الناس التواصل بينهم، من دون حاجة إلى هواتف ولا حتى لغة».

دع عنك رُهاب التقدم التكنولوجي. الخوف من التجديد ليس جديداً، فالتغيير ليس ابن الساعة، ولا حتى عائداً إلى مليون سنة، فالكون بأسره في تغيير لا ينقطع لحظة منذ الانفجار العظيم. علينا مقاربة زرع الشرائح بموضوعية علمية. لا يوجد إنسان في الأرض يملك حق البتّ في هذا الشأن بصورة فردية، لا بالرفض ولا بالإباحة. لكن، من حقّنا، أفراداً وجماعاتٍ وأجيالاً، أن نطرح أسئلة منطقية. ما هي الصفة التي تخوّل إيلون ماسك أو كلاوس شواب، النظر إلى الآدميين كما لو كانوا فئران تجارب؟ المسألة تتجاوز العمليات الجراحية التجميلية، وغير قابلة للمقارنة بالأجهزة التي تريح الإنسان من وظائف شتى عضلية أو مضخّمة لأداء الحواس وقدراتها، كالمجهر الذرّي لرؤية أدق دقيق، والمقراب لمشاهدة المنظور من تخوم الكون. الرجُلان المذكوران لهما كفاءات فذّة في عالم المال والأعمال، غير أن المسار الذي يسلكانه، له علاقة بميادين ليس للمال والاستثمار والمشاريع الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية، الحق في انحصارية القرار والكلمة الأخيرة فيها.

الرأسمالية المتغوّلة لا يجوز لها أن تنظر إلى البشريّة كملكية خاصة تتصرف فيها على هواها، أو يد عاملة أو موارد بشرية. إذا كان الرجلان ومن لفّ لفّهما، يؤمنون بالديمقراطية، فإن النهج القويم هو فتح باب البحث العلمي، للجنة عالمية محايدة من كبار المتخصصين في العلوم العصبية، وعلمي النفس والاجتماع، وفلسفة العلوم والمستقبليات، لاستشراف ما يمكن أن يحدث في الحاضر والغد القريب، والمديات المتوقعة في العقود التالية. مع حفظ الألقاب: مَن كلاوس وإيلون حتى يتجلّيا بشطحات تكنولوجية كفيلة بتغيير حياة الإنسانية بيولوجيّاً، من دون الرجوع إلى المرجعيات العلمية التي تحظى بصدقية طمأنة البشرية إلى سلامة مستقبلها. أهلاً وسهلاً بكل جديد في سيّارات ماسك الذاتية القيادة، أمّا الشرائح الدماغية فليس من شأنه الخوض في الآثار المحتملة في الخلايا العصبية وتشابكاتها، والحمض النووي وشعابه.

لزوم ما يلزم: النتيجة الإفحامية: في مأساة كورونا، حين حوصرت شركة لقاح أمريكية بالتهم، اعترفت بأنها كانت «العبد المأمور»!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yjunkcyv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"