عادي
العائد المادي والمعدل الدراسي من أبرز أسباب إقبال الطلبة عليه

التطوع.. فرصة لتطوير مهارات الطلبة ومعارفهم

01:14 صباحا
قراءة 5 دقائق
طلاب خلال الاطّلاع على آليات التطوع

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

يبادر الطلبة الجامعيون إلى التطوع في الفعاليات المختلفة، تأثراً بمجتمع دولة الإمارات الذي نشأ وترعرع على مساعدة الآخر وتقديم يد العون لكل من يحتاجها، إضافة إلى أن التطوع يعد تجربة فريدة تضفي قيمة كبيرة للطلبة، وتجعلهم فخورين بما قدموه من جهود للمشاركة في نجاح فعالية مؤثرة، أو إنسانية، ولكن يبقى السؤال كيف يؤثر التطوع في الطلبة، وهل يشتت انتباههم عن دراستهم.

«الخليج» تسلط الضوء في التحقيق التالي على مختلف أوجه التطوع للطلبة الجامعيين، ودوافع الطلبة للتطوع، وكيف يؤثر فيهم، سلباً أو إيجاباً، إضافة إلى آلية التطوع المتبعة في الجامعات، الحكومية والخاصة، حيث التقت عدداً من المسؤولين الأكاديميين والطلبة المعنين، الذين تضاربت آراؤهم حيث رأى بعضهم أن التطوع يشجعهم ويحفزهم على عمل الخير، وآخرون رأوا أنه قد يشتت انتباههم.

أوضحت جامعة زايد أن هناك معايير محددة في اختيار المتطوعين، لتمثيل الجامعة، حيث تحرص على اختيار الطلاب المناسبين فقط للتطوع، ويتم العمل التطوعي من خلال مكتب نائب رئيس الجامعة، إضافة إلى ذلك، هناك بعض الدورات التي تتطلب خبرة تطوعية، ويتم تنظيمها من قبل الكلية ذات الصلة. وقالت «تحتفظ الجامعة بقائمة مستمرة من الطلاب الذين يرغبون في التطوع، ويتم الاتصال بهم عند ظهور الفرص، ويحصل الطلاب المشاركين في التطوع العام لمدة 20 ساعة، أو أكثر، على شارة رقمية للتطوع».

وأكدت الجامعة أن التطوع لا يشتت انتباه الطلبة المتطوعين عن دراستهم، بل بالعكس، يساعدهم على التركيز أكثر، كما أنه يعزز مهاراتهم الحياتية.

خطوات التطوع

وأوضح صبري عباس مدير شؤون الطلبة في جامعة أبوظبي، حول آلية التطوع في الجامعة، أنها تتضمن 4 خطوات، هي إعلان فرص التطوع بكل التفاصيل للطلبة عن طريق البريد الإلكتروني للتسجيل، وتجميع الأسماء وجدول الطلاب، والاجتماع بالطلبة لتحديد القائمة النهائية للتطوع، ومن ثم يقوم الطلبة بتسجيل الساعات التطوعية عبر نظام آلي، والمشرف سيوافق على الساعات التطوعية.

وبيّن أنه حرصاً من جامعة أبوظبي على تشجيع العمل التطوعي، فإنها تحسب ساعات التطوع كساعات خدمة المجتمع المطلوبة من الطلاب الحاصلين على مساعدات مالية، كما أن التطوع هو فرصة للطلاب لتطوير مهاراتهم في التعامل مع الآخرين. وأكد أنه يُطلب من الطلاب المؤهلين للحصول على مساعدة مالية، القيام بساعات خدمة مجتمعية، وعددها 20 ساعة في كل فصل دراسي أساسي (الخريف والربيع)، وللطالب الحرية في اختيار الأوقات والأنشطة للمشاركة فيها.

وذكر أنه ليس جميع الطلبة المشاركين بأعمال تطوعية هم ضمن الطلبة الحاصلين على مساعدات مالية.

مهارات التعاون

وقالت كارول شابيلير، مساعد مدير التواصل المجتمعي في قسم شؤون الطلاب بجامعة نيويورك أبوظبي، تضم جامعة نيويورك أبوظبي قسماً متخصصاً لتوفير فرص التطوع للطلبة، وتمكينهم من تقديم مساهمة فعّالة وهادفة في المجتمع الإماراتي، ونحرص على إشراف الطلبة على المشاريع التطوعية لتلبية احتياجات أفراد المجتمع.

وأوضحت أن تطوع الطلبة لا يعتبر شرطاً لتخرجهم في جامعة نيويورك أبوظبي، كما لا يوفر لهم أي عوائد مادية.

وأكدت أن العمل التطوعي لا يشتت انتباه الطلبة عن دراستهم، بل يساعدهم على إثراء حياتهم الجامعية.

وأكدت أن الجامعة لا تفرض التطوع على الطلبة، بل تدرك جيداً أن لكل طالب اهتماماته والتزاماته الخاصة، وظروفه الشخصية.وأضافت: عند توجيه الطلبة الراغبين في التطوع خلال دراستهم الجامعية، نسألهم حول القضايا التي يرغبون في التعامل، معها والتزامات حياتهم اليومية، كما نؤكد لهم أهمية الالتزام بمسؤولياتهم التطوعية. وذكرت أن مكتب التواصل المجتمعي في جامعة نيويورك أبوظبي يتولى توفير فرص التطوع، وتنظيمها للطلبة، من خلال إقامة شراكات مجتمعية ذات منفعة متبادلة والمشاركة في توفير فرص تطوعية وتعليمية تشجع الطلبة على التواصل بعمق مع مجتمع أبوظبي، والذي بدوره يقدم للطلبة فهماً أعمق حول كيفية دعم المجتمعات التي سينضمون إليها في المستقبل، ولا تفرض الجامعة حداً أدنى لعدد ساعات التطوع على الطلبة، فهم يختارون بأنفسهم التطوع للمساهمة في خدمة مجتمعاتهم.

آليات التطوع

وقالت الأستاذة الدكتورة ابتهال أبو رزق، نائب الرئيس لشؤون التطوير والمتابعة وعميد شؤون الطلبة في جامعة العين، إن التطوع في الجامعة يتم بأكثر من آلية: أبرزها يتقدم الطالب للتطوع من خلال أندية عمادة شؤون الطلبة (نادي الهلال الأحمر الطلابي ونادي أصحاب الهمم، ونادي التسامح)، وآلية أخرى من خلال كليات الجامعة، وأنديتها المرتبطة مع عمادة شؤون الطلبة، مثل النادي الاجتماعي، والنادي الفني، وغيرهما.

وأكدت أن الجامعة توفر عوائد العمل التطوعي من خلال منح الطلبة شهادة بالساعات التطوعية التي قاموا بإنجازها، من خلال عمادة شؤون الطلبة، مشيرة إلى أن التطوع لا يشتت الطالب، لأنه يتم بشكل منظم، حيث يتم الإعلان المسبق عن الفعالية التي سوف يشارك فيها الطلبة، سواء كانت خارج الجامعة أو داخلها، والطالب يختار الفعالية التي تتناسب مع وقت فراغه، ولا تتعارض مع محاضراته.

تطوع إجباري

وقالت الطالبة رودينا حسام، من إحدى الجامعات، إنه يفرض عليها من قبل جامعتها عدد ساعات معينة تقضيها كل فصل دراسي، نظراً لأنها أحد الحاصلين على مساعدات مالية، وذلك كان ضمن شروط الحصول على تلك المساعدات.

وأشارت إلى أن التطوع في بعض الأحيان قد يشتتها عن دراستها.

درجات التطوع

وقال صالح الدرمكي، إن التطوع قد يشتته عن دراسته بعض الشيء، نظراً للجهد وعدد الساعات، ولكن العائد منه مجدٍ، حيث يحصل من الجامعة على درجات إضافية على إجمالي المعدل الدراسي فور تطوعه، تتراوح بين 10 درجات إلى 15 درجة في كل فصل دراسي.

تخفيضات الرسوم

وذكرت الطالبة علياء جبر، من إحدى الجامعات، أنها تحرص على التطوع لمساعدة ذويها في الرسوم الدراسية، حيث تتبع الجامعة نظام تخفيضات على الرسوم الدراسية للطلبة المتطوعين.

ساعات التطوع

قالت الطالبة ياسمين مرسي في إحدى الجامعات، إن التطوع في فرصة لتطوير مهارات الطلبة وإثراء حياتهم الجامعية.

ولفتت إلى أن المشكلة لا تكمن في عدد ساعات التطوع، بلا قدر المجهود المبذول.

وقالت الطالبة روان ياسر، في إحدى الجامعات، إن التطوع في جامعتها يصنف وفقاً ل 4 درجات، جميعها تحصل على مقابل مادي، يبدأ من 19 درهماً للساعة، وحتى 39 درهماً للساعة، كحد أقصى، حيث يمكن للمتطوع تحصيلها نقداً من خزينة الجامعة فور انتهاء الفعالية، أو تجميعها لخصمها من الرسوم الدراسية للعام، أو الفصل الدراسي المقبل، حسب رغبة الطالب.

وبينت أن آلية التطوع في الجامعة اختيارية، وليست إجبارية، حيث يقرر الطلاب التطوع، أو لا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2ckb6xth

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"