عادي

بلينكن في الشرق الأوسط.. هل تنجح جولته الخامسة في تحقيق هدنة بغزة؟

18:12 مساء
قراءة 4 دقائق
بلينكن في الشرق الأوسط.. هل تنجح جولته الخامسة في تحقيق هدنة بغزة؟
بلينكن في الشرق الأوسط.. هل تنجح جولته الخامسة في تحقيق هدنة بغزة؟

قطاع غزة - (أ ف ب)

توجّه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط، الاثنين، في جولة جديدة تهدف لضمان التوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحماس، بينما يتواصل القتال في جنوب غزة.

وفي خامس زيارة يقوم بها إلى المنطقة منذ الهجوم الذي شنّته حماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وأدى إلى اندلاع الحرب، يتوقع بأن يتوقف بلينكن في السعودية، وإسرائيل، ومصر، وقطر.

والسؤال الذي يثور هنا: هل تنجح جولته الخامسة في تحقيق هدنة جدية في غزة بين إسرائيل وحماس؟

  • الاحتياجات الإنسانية

وشدد قبل الزيارة على ضرورة «الاستجابة، بشكل عاجل، إلى الاحتياجات الإنسانية في غزة»، بعدما دقّت مجموعات الإغاثة مراراً ناقوس الخطر حيال التداعيات المدمّرة للحرب التي تقترب من دخول شهرها الخامس، على الجيب المحاصر.

وقال الفلسطيني سعيد حمودة الذي فرّ من منزله في جنوب قطاع غزة باتّجاه مدينة رفح الجنوبية الواقعة عند الحدود مع مصر «الوضع لا يمكن وصفه».

وباتت رفح التي أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من انفجار الوضع فيها في ظل تفاقم «اليأس»، تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، بعدما نزحوا جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال حمودة «سواء امتلكت مليوناً أو مئة دولار فالوضع هو ذاته».

وتقدّم الجيش الإسرائيلي، نهاية الأسبوع الماضي، جنوباً باتّجاه المدينة الحدودية، محذّراً من أن قواته البرية قد تدخل رفح في إطار العملية الرامية «للقضاء» على حماس.

وصباح الاثنين، أفادت مصادر فرانس برس عن سماع دوي قصف مدفعي في مناطق شرق رفح، وخان يونس، المدينة الرئيسية في غزة.

وتفيد إسرائيل بأن عناصر حماس أعدّوا في خان يونس لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وبأن كبار المسؤولين في حماس يختبئون في المدينة.

  • مقتل 128 شخصاً

قُتل 128 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، في القصف الإسرائيلي، ليل الأحد الاثنين، في القطاع المحاصر، وفق وزارة الصحة في غزة.

وأكد المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس أن القصف الإسرائيلي تواصل على وسط وجنوب القطاع الساحلي، بما في ذلك على مسافة قريبة من المستشفيات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده في شمال ووسط قطاع غزة «قتلوا عشرات الإرهابيين»، وتشتبك مع مسلحين من حماس في منطقة خان يونس.

بينما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، مهاجمة قوات إسرائيلية جنوب غرب مدينة غزة.

  • لا يوجد اتفاق بعد

ويتوقع أن يناقش بلينكن لدى وصوله إلى المنطقة، مقترح هدنة وُضع خلال اجتماع عقده كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين في باريس، الشهر الماضي.

وينصّ مقترح الهدنة الجديد على وقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئياً، بينما تفرج حماس عن «الرهائن» مقابل أسرى فلسطينيين، وفق مصدر في حماس.

لكن حماس أكدت أنه لم يتم بعد التوصل إلى أي اتفاق، بينما أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن معارضتهم لأي تنازلات.

  • ظروف إنسانية قاسية

يعيش سكان غزة في ظروف إنسانية قاسية، وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، إن «هناك محدودية شديدة في الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي وسط القصف المستمر».

والاثنين، اتهمت الوكالة الجيش الإسرائيلي بشن ضربة من البحر على قافلة مساعدات غذائية كانت تستعد لدخول شمال قطاع غزة.

وكتب توماس وايت، مسؤول الوكالة في القطاع على منصة إكس «لحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى». ويسيطر الجيش الإسرائيلي بشكل كامل، على المجال البحري قبالة قطاع غزة في المتوسط.

ويطال جدل حاد «الأونروا» نفسها، بعدما اتُّهم 12 من موظفيها بالتورط في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي شنته حماس.

وعلّقت أكثر من عشر دول، على رأسها الولايات المتحدة، تمويل الوكالة بعد ورود الاتهامات.

  • تهديد وجودي

وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مقال، الأحد، من أن وقف تمويل «الأونروا» يمثّل تهديداً وجوديا للوكالة التي توفر «مساعدات حيوية لأكثر من 1,1 مليون شخص في غزة يعانون جوعاً كارثياً، وتفشي الأمراض».

وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستدقق في عمليات الهيئة.

وقبل مغادرته متوجها إلى المنطقة، أفاد بلينكن بأن الأزمة الإنسانية ستكون من بين القضايا التي سيركز عليها.

وكشف بأنه قال لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن «التعامل بشكل عاجل مع الاحتياجات الإنسانية في غزة وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط هي أولويات نتشاركها مع السعودية».

غضب حيال الرهائن والمطالبة بانتخابات مبكرة

تأتي زيارة بلينكن إلى الشرق الأوسط في وقت صرّح وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لصحيفة وول ستريت جورنال «بدلاً من أن يقدم لنا دعمه الكامل، ينشغل (الرئيس الأمريكي جو) بايدن بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود (لغزة) التي تذهب لحماس». جاء ذلك في أعقاب فرض واشنطن عقوبات على أربعة مستوطنين في ظل تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

بينما رد نتانياهو على بن غفير قائلاً «لست بحاجة إلى مساعدة لمعرفة كيفية إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مع الوقوف بثبات عند مصالحنا الوطنية».

وفضلاً عن الانقسامات ضمن حكومته، يواجه نتنياهو أيضاً غضباً شعبياً حيال مصير باقي الرهائن.

وتظاهر المئات في تل أبيب السبت للمطالبة بانتخابات مبكرة.

  • 132 محتجزاً

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصاً، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس، تستند إلى أرقام رسمية.

كما احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و28 منهم، على الأقل، يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتعهدت إسرائيل القضاء على حماس، وأطلقت هجوماً عسكرياً واسعاً، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27365 شخصا في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

  • قصف يومي

ومنذ اندلاع الحرب، هناك تبادل يومي للقصف منذ أشهر بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني.

والاثنين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس إن «الوقت ينفد» للتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوب لبنان.

وقال كاتس لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إن «إسرائيل ستتحرك عسكرياً لإعادة المواطنين الذين تم إخلاؤهم من منازلهم» إلى منطقتها الحدودية الشمالية، في حال عدم التوصل لحل دبلوماسي لوضع حد للعنف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mt5fwdjj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"