أسئلة إنشاء المدارس العربية

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

ما رأيك في من يدّعي أن أنظمة التعليم العربية لا تعرف لماذا تبني المدارس، وتحشر فيها التلاميذ والطلاب؟ خذه على أن حرية التعبير تتيح حتى لمن يتجنّى، أن ينال ما يتمنّى. لكن، إذا كنتَ جادّاً في أنه يدّعي، غير أنه لا يعي، فما هو ردّك، فهو مندهش لمناهج التدريس العربية التي لا تفلح في تخريج أجيال متمكنة من لغتها.

الغريب هو أن واضعي المقرر لم يتساءلوا عن النبأ العظيم، لم يفكروا يوماً في عمل عربي تربوي مشترك، يبحثون فيه أسباب هذا الإخفاق على طول الخريطة.

الأغرب هو أن المثقفين العرب بدورهم لا يتدارسون القضايا ذات العلاقة، مثلاً: هل ثمة روابط سببيّة عضويّة بين تردّي نتائج تعليم العربية وانخفاض منسوب الإبداع الأدبي، الأسلوبي بخاصة، وامتلاك مقاليد اللغة؟

من أعجب العجب أن أقلّ الناس مقاربةً لقضايا تدريس العربية وسائر المناهج عموماً، هي الأوساط الثقافية، بينما أهل الأدب نثراً وشعراً هم أولى الناس بحمل هموم اللسان العربي. هل سنستورد طه حسين وأمثاله من الصين لإنقاذ التعليم وتطويره؟ حسناً، مؤسسات التدريس لم يفتتحوها لتعليم العربية فقط، فماذا عن العلوم البحتة والتطبيقيّة؟ ما هي الأدمغة في الرياضيات والفيزياء والأحياء التي رفعت بها أنظمة التعليم هامات العرب لتناطح القامات العالمية؟ هم ليسوا قلة، لحسن الحظ وسوئه، بل هم كثر، ولكنهم مبثوثون في الجامعات ومراكز البحث العلمي في الدول غير العربية، لأن العرب لا يستثمرون في البحث العلمي ومشاريع الاكتشاف والاختراع والابتكار والتطوير. لأنهم لا يربطون التعليم والبحث العلمي بالتنمية. لأنهم في الأغلبية لم يدركوا بعد أن التنمية تكون شاملة أو لا تكون.

التنمية لا تتجزأ وليست أرخبيل جزر منفصلة. كيف تكون لبلد ثقافة عصرية متقدّمة، إذا كان متخلفاً في التعليم، الاقتصاد، الصحة، البنية التحتية؟ تخيّل قطاراً قاطرته وبضع عربات من أحدث طراز وسرعته فائقة، وبقية العربات من بقايا القطارات البخارية، أو سيارة سباق تجرّها دابّة. هل أحصيتم أيها العرب العقول المهاجرة، أو المهاجرة قسراً، على غرار العراق بعد الاحتلال؟ تلك الأدمغة لا تراها الدول العربية ثروات منهوبة.

لزوم ما يلزم: النتيجة الاستدراكية: يبدو أن القلم خرج عن الموضوع، أو تاه، فواخيبتاه! ولكن بلا طائل فالعمود انتهى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc5nx9f9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"