إنسانية من «القمة»

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين

من يجمع 140 حكومة، و85 منظمة دولية تُعنى بكل ما يتصل بالبشرية من شؤون، فكأنه يجمع العالم بأكمله على أرضه، وهذا فعلاً ما يحدث في دولة الإمارات اليوم، حيث يلتئم شمل العالم مجدداً في الدورة ال11 من القمة العالمية للحكومات.

هذه القمة تجمع العالم بكل مكوّناته الحكومية، والمنظمات الدولية، على اختلاف تخصصاتها، وعمالقة القطاع الخاص، بكل شركاته الكبرى التي لا يمكن لأي منّا أن يستغني عن أيّ منها، أينما كان، ومهما يكن.

الزخم الذي تشهده دبي اليوم، يعزّ نظيره، فالقمة ستشهد عقد 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكّرين وصنّاع المستقبل، وعقد 23 اجتماعاً وزارياً، وجلسة تنفيذية، بحضور نحو 300 وزير. كما تستضيف نخبة متميزة من علماء العالم حائزي جائزة نوبل في مختلف التخصصات العلمية، ونحو 4000 مشارك.

كل هذا هنا يقام على أرض دولة التسامح والتعايش، التي تجمع 200 جنسية، فهل في هذا المكان متّسع لطرح أية أفكار، أو اقتراحات لخير البشرية والناس؟

نعم يمكن ذلك، وأكثر، فلماذا، ومع كل هذا العدد من الحكومات وشركات القطاع الخاص، لا يصار إلى طرح مبادرة عالمية تقودها الإمارات، بأن تتشارك شركات القطاع الخاص العملاقة، التي تحقق أرباحاً تريليونة أو مليارية، بشكل سنوي، وأمام عجز الحكومات على مدى سنوات طويلة، في تخصيص جزء قليل من أرباحها السنوية لإطعام الفقراء في العالم، وتوفير التعليم والسكن، وأبسط أسباب الحياة لهم، عبر برامج ومؤسسات لا تقوم على إطعام الجائع، بل توفر له موارد الغذاء المستدامة، وتعليمه في مدرسة وليس في الهواء الطلق، وتوفر له منزلاً بسقف حقيقي لا خيم إيواء؟

كل هذا يمكن عمله بطريقة مؤسّسية ممنهجة، يتمخض عن قمة الحكومات «قمّة القمم»، أو «قمّة الإمارات»، التي نجحت، وتنجح دوماً، بفضل حنكة الدولة، وسياستها المتوازنة، وعلاقاتها الاستراتيجية، في أن تجمع العالم من كل مشاربه على أرضها.

الإمارات دولة، لها في كل فعل خير يد، وفي كل نجدة ملهوف السبق، وفي كل إغاثة عالمية استراتيجية مساعدة مستمرة، براً وبحراً وجواً، بلا عدد، أو حساب. وهي متجاوزة كل خلاف أمام إنسانيتها، ولديها قدرة الحكماء على استيعاب الجميع، وهي لا تمنّن من تساعده، ولا تنظر إلى جنس المحتاج، أو لونه، أو دينه، أو عرقه، فتترجم الإنسانية بأبهى صورها.

هذا كله يساعدها على أن تكون سبّاقة، كما هي دائماً، لتقود مبادرة جديدة لإنقاذ العالم، ولديها من المؤسسات الخيرية، كالهلال الأحمر، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية، لأن توظف كل خبراتها لسدّ كل احتياجات العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mu7cy75k

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"