الحوار لوأد الخلافات

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

نعيش في عصر يتوهّج بالمعرفة والمعلومات، وتُسهم التكنولوجيا المتطورة والمتسارعة في المزيد من التطوير، ودخول التقنيات المختلفة التي سمحت للآلة بالمشاركة في الحياة وتفاعلاتها المختلفة. هذه التطورات والتغييرات المتتالية، تُسهم بطريقة أو بأخرى، في تنامي الخلافات، أو في وجود تباينات جسيمة، وتنامي التنافر والابتعاد، ومع الخلافات هي واقع بشري معروف ودائم، إلا أنها تكتسب في هذا العصر ميزة السرعة، تماماً كما أن المعلومات تنتقل بسرعة فإن الكثير من التباينات والاختلافات تقع بنفس الآلية، وتنشأ تبعاً لذلك صدامات واحتكاكات، ومعها تزداد الهوة والخصام.

لا شك أن التفاهم والحوار، من أهم الأدوات التي تُسهم في وأد أي خلاف ومنع تطوره، بل تحدّ من نمو الخصومات؛ لأن التفاهم والحوار، يُسهمان في توضيح وجهات النظر، ويزيلان سوء الفهم والضبابية.

والحقيقة أن مفاهيم مثل التعايش السلمي، أو تنامي الاحترام، أو تقبل الآخر، وغيرها، هي من الشعارات التي بتنا في أمسّ الحاجة لها، ليس على مستوى المجتمعات وحسب، بل على مستوى الأفراد أيضاً.

لأننا نعيش في عالم بات متصلاً بشكل وثيق بشبكة قوية من التواصل، أسهمت بها شبكة الإنترنت، التي أدخلت تقنيات عديدة في هذا المجال، وكان لها بالغ الأثر في تبادل الثقافات، وفي التنوع؛ حيث قربت بين الشعوب والأمم، وباتت الأفكار والأولويات، سريعة في تنقلها، وأيضاً في تطورها. من هنا ظهرت الحاجة للتقبل، وللتفهم، وللتعامل مع كل ما يصلنا برؤية ونظرة بعيدة المدى.

حيث بات من الأهمية الانفتاح الإيجابي المفيد لنا، بأن نستمع للآخرين، ونقدّر وجهات نظرهم، ونتفهم ثقافاتهم، وخبراتهم، وتجاربهم، وأن نترك الباب مفتوحاً للتعاون، بل والتعاطف والتفهم، وهذه الحاجات باتت ملحّة وماثلة على مستوى الأفراد؛ لأنهم هم يتواصلون يومياً مع بعض، ومنهم من يتبادلون المعلومات؛ لذا باتت قيم الحوار والتفاهم، من أهم الأدوات والطرق والوسائل، للتطور والنمو وزيادة المعرفة. لذا ظهرت الحاجة لتعلم فنون ومهارات الحوار والتقبل، وأهمية الاحترام والاهتمام بالآخرين. ولعل واحداً من أهم أسس التفهم والحوار، التركيزُ على ما يجمعنا، والبحث عن النقاط المشتركة، وأن تكون نظرتنا نحو التواصل القوي لبناء تعاون نشط ومبدع ومتميز. من السهل التعبير عن الرفض، عن عدم الموافقة، عن الكراهية، لكن من الصعب إدارة الحوار نحو ضفة من التفاهم، واستبدال الاختلافات، أو تركها، والبحث فيما يوحدنا، ويُسهم في نمونا وتطورنا.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5x8sepm9

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"