حسن بن الشيخ.. التاجر النبيل

كلمات
00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

لم أجد صفة دقيقة شاملة أستطيع أن أعبر بها عن شخصية راحلنا الكبير حسن بن محمد بن الشيخ، يرحمه الله، أستهل بها مقالي هذا عنه، سوى «التاجر النبيل»، إذ تفسر المعاجم العربية النبل في: «الذكاء والنجابة، من نبل ونبالة، والنبيلة: الفضيلة. وقيل: نبيل، أي عاقل، وقيل حاذق، وهو نبيل الرأي، أي جيده، وقيل نبيل، أي رفيق بإصلاح عظائم الأمور، ونبل فلان: كرم حسبه وحمدت شمائله».

وجاء في ذكر صفات النبلاء أنهم يتحلون بالشعور بالمسؤولية إذ يحس الشخص النبيل بواجبه تجاه الأعمال، ويتحمل مسؤولية ما يواجهه ويحسن التصرف فيه، لطيف المعشر والتعامل، يتحلى بالشجاعة في مواجهة الأمور، نزيه في تعامله، حكيم في فعله وقوله، متفائل، ملهم، ومهتم بعائلته، وأستطيع الجزم بأن كل تلك الصفات كانت من طبائعه التي جبل عليها ولم يحد عنها طوال مسيرة حياته، وينطبق عليه بشكل كبير حديث النبي المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى».

وكل من عرفه عن قرب واحتك به يشهد له، إذ كان صاحب شخصية آسرة، لا تفارق ابتسامته محياه، عذب الحديث، مهذب لأبعد الحدود، رفيق شفيق، ودود في تعامله مع الجميع صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم، شهم يداه مبسوطتان بالبذل والعطاء، لكن تنفقان بحيث لا تعرف إحداهما ما أنفقت الأخرى، كتوم صدوق، وفّي بإخلاص، رافقته كل تلك الصفات في كل مسيرته الحياتية والعملية سواءً في المناصب التي مثل وخدم فيها وطنه كنائب ثان لرئيس غرفة تجارة وصناعة دبي ثم رئيساً لها، أو في مجموعاته التجارية الخاصة التي أسسها، حتى صار أحد أقطاب التجارة في الإمارات ونموذجاً للتاجر الناجح النزيه النبيل، ومحل ثقة جميع من عرفه وفي كافة القطاعات، ساهم بشكل فاعل في النهضة الصناعية لإمارة دبي، بل هو من روادها الأوائل الذين أخذوا على عاتقهم البناء والتحدي لتحقيق وبناء الصناعات الوطنية في الدولة.

حسن بن محمد بن الشيخ، يرحمه الله، لا تبكي عليه العين فقط، بل يبكيه القلب بحرقة وأسى، خصوصاً إذا كان قد عرفه عن قرب، واحتك به وتعامل معه، فقد عايشناه صغاراً ثم شباباً، ثم كباراً، لم يتغير، ظل في ذلك الشامخ العذب، الكبير قدراً ومكانة وشخصية في قلوبنا، نحبه ونعزه ونحترمه.

رحمك الله يا أبا أحمد وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، ولا نقول إلا ما قاله نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا حسن لمحزونون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/a27rue9x

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"