أظهرت نتائج استبيان أجرته مؤخراً شركة «يوجوف»، بتكليف من شركة «زيورخ» العالمية للحياة، وهي جزء من مجموعة زيورخ للتأمين، التي تتخذ من زيورخ مقراً لها، كيفية تعامل المقيمين في دولة الإمارات مع التخطيط المالي، لا سيما في ما يتعلق بالتقاعد، بالتزامن مع تطلع القوى العاملة في الدولة نحو مكافآتهم السنوية.
تؤكد النتائج تغيرات كبيرة في المشهد، حيث يتنافس الادخار للتقاعد مع الأولويات المالية الأخرى، وبالتالي يتعين على الأفراد إعادة النظر في كيفية إنفاق مكافآتهم لتحقيق أهدافهم المالية.
شمل الاستطلاع الذي أجري في يناير/ كانون الثاني 2024، 1000 مقيم في الإمارات، بما في ذلك الآباء والأمهات والمقيمون المتزوجون من مختلف فئات الدخل، والجنسيات، والمهن، والفئات العمرية من الجنسين.
- التوقعات بحسب السكان
يظهر الاستطلاع أن 68% من المشاركين فيه يتوقعون الحصول على مكافأة هذا العام، مقارنة بـ48% في عام 2023، ما يمثل زيادة ملحوظة عن العام الماضي. من بين الجنسيات التي شملها الاستطلاع، كان الإماراتيون أكثر تفاؤلاً بشأن الحصول على مكافأة هذا العام بنسبة 78%، يليهم الوافدون العرب والآسيويون بنسبة 65%. فيما كان 54% فقط من المغتربين الغربيين الذين شملهم الاستبيان يأملون في الحصول على مكافأة في عام 2024. وبينما توقع 32% مكافأة تصل إلى 20000 درهم، عام 2023، يتوقع 77% مكافأة تصل إلى 25000 درهم عام 2024.
يبرز الادخار لتعليم الأطفال كأولوية رئيسية لـ 37% ممن شملهم الاستبيان، مع استمرار الإنفاق على العطلات بنسبة 34%. في المقابل يعطي 22% فقط الأولوية للادخار للتقاعد، ما يعكس انخفاضاً مقارنة بالعام الماضي بنسبة (34%). ويظهر المقيمون ممن تزيد أعمارهم على 45 عاماً ميلاً أعلى نحو الادخار للتقاعد (30%)، ما يشير إلى وجود فجوة بين الأجيال في أولويات التخطيط المالي.
- الاتجاهات نحو التقاعد
عبّر ما يقارب 7 من كل 10 أشخاص عن رغبتهم في التقاعد في دولة الإمارات، ما يعكس الثقة بمستقبل البلاد على المدى الطويل. وتجدر الإشارة إلى أن المقيمين من فئة الشباب، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يظهرون ميلاً قوياً نحو التقاعد (89%)، ما يؤكد الثقة المتزايدة بالمستقبل الاقتصادي للبلاد، وجاذبية أسلوب حياتها الديناميكي، و وفرصها الوظيفية، وتحدي المفاهيم التقليدية للتقاعد في الخارج.
وتؤكد الزيادة الكبيرة في إعطاء الأولوية للتخطيط للتقاعد بين الأفراد، الذين تبلغ أعمارهم 45 عاماً فما فوق، والذين اعتبر الكثير منهم (42%) الإمارات موطناً لهم لأكثر من عقدين من الزمن، على فهم متزايد لأهمية تأمين مستقبلهم المالي. ويتأثر هذا بالارتباط العميق بالإمارات وجهة مفضلة للتقاعد، والتي عززتها المبادرات الحكومية مؤخراً.
- اتجاهات الاستثمار والتخطيط
يكشف الاستبيان أن 4% فقط يستثمرون حالياً، من خلال خطة ادخار التقاعد، مع اختيار الأغلبية للذهب (50%)، والعقارات (47%). وتشير هيمنة الاستثمارات في الذهب والعقارات إلى ميل ثقافي متأصل نحو الأصول الثابتة، وتفضيل للاستثمارات التي يُنظر إليها على أنها مستقرة، وتحافظ على قيمتها بمرور الوقت.
وعلى الرغم من أهمية التخطيط للتقاعد، لم يفكر 61% في طلب المشورة المالية، ما يشير إلى وجود فجوة في الثقافة والجاهزية المالية. وتؤكد هذه النتيجة الحاجة الملحّة إلى برامج التثقيف المالي المعززة وتوافر الخدمات الاستشارية.
وبحسب تارو سنغال، رئيس توزيع بالتجزئة في «زيورخ»: «قد يكون التخطيط المالي مهمة شاقة، إذا تم من دون توجيه مناسب. ويعد طلب المشورة المالية بانتظام من الخبراء أمراً بالغ الأهمية، بغضّ النظر عن المرحلة العمرية التي تمر بها، يمكن للأفراد اتخاذ قرارات مستنيرة، والاقتراب خطوة واحدة من تحقيق أهدافهم المالية من خلال النصيحة المناسبة».
وتبرز الرغبة في بدء مشروع تجاري أولوية قصوى لـ 44% من المشاركين في الاستبيان في ما يتعلق بأهداف التقاعد، يليها الحفاظ على نمط حياتهم الحالي بنسبة 37%. ومع ذلك، لا تزال المخاوف بشأن الراحة المالية في التقاعد سائدة، حيث أعرب 61% من المشاركين في الاستطلاع عن مخاوفهم بشأن وضعهم المالي بعد التقاعد.
- تحقيق أهدافهم المالية
ووفقاً للاستبيان، قال 22% من المشاركين إن توفير 16-20% من رواتبهم، سيكون كافياً لتمكينهم من تحقيق أهدافهم المالية، مقارنة بـ 31% ممن شعروا بأن الادخار بين 6-15% من دخلهم كان كافياً.
ويضيف تارو: «يتطلع السكان الآن إلى التقاعد في وقت مبكر يصل إلى 50 عاماً. ويُظهر استطلاعنا الأخير أن 73% من العاملين في الإمارات، يهدفون إلى التقاعد بين سن 50 و65 عاماً. وكلما كنت تخطط للتقاعد في وقت مبكر، أصبح من المهم التخطيط للمستقبل، من خلال خطة ادخار مخصصة، لضمان مستقبل مالي مستقر».
وكشف الاستبيان أيضاً عن تباين ملحوظ في استراتيجيات الاستثمار بين الفئات العمرية، حيث أظهر 56% من الأفراد الأصغر سناً (18-34 عاماً) تحمّلاً أعلى للمخاطر، وتفضيلاً للاستثمارات غير التقليدية. وبالمقارنة، فضّل المشاركون الأكبر سناً (45 وما فوق) سبل الاستثمار التقليدية (63%)، وأعطوا الأولوية لصناديق التقاعد الوقائية (22%).
في الختام، يرسم الاستطلاع صورة دقيقة للمشهد المالي للإمارات، مع التأكيد على الحاجة إلى إعادة تقييم الإنفاق على المكافآت والتخطيط للتقاعد. وفي حين أن معظم السكان ينفقون جزءاً كبيراً من مكافآتهم على العطلات والاستثمار في الأصول مثل الذهب والعقارات، فمن الضروري التأكيد على أهمية الأمن المالي طويل الأجل، لا سيما من خلال مدخرات التقاعد المخصصة، ونظراً لكون السكان يفكرون في مستقبلهم المالي، فإن منح الأولوية للتخطيط للتقاعد وطلب المشورة المهنية أمر أساسي لضمان تقاعد مريح هنا في الإمارات.
