الأمل نور الشعر

01:38 صباحا
قراءة 3 دقائق

ينثر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لآلئ شعره في قصيدته الجديدة الرائعة «ميلاد نور الوطن»، والتي يهنئ فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة ذكرى يوم ميلاده، الذي كان بشرى تعرف الإمارات وشعبها عظمتها وجلالة قدرها.

تبدأ القصيدة بالاستبشار الذي عمّ البلاد يوم ميلاد «بو خالد»، (جيت بشرى قبل ميلاد الربيع/ وانتشت بك يوم وافيت الرّبوع)، حيث سبق ذلك الميلادُ موعدَ الربيع ليكون هو ذاته ربيعاً تنتشي به ربوع الدولة، فإذا كان الربيع يُبهج الأرض والنفوس، ببهاء طلعته وجمال خضرته وطيب أزهاره، فإن «بو خالد» أبهج البلاد بمقدمه، وخاصة حين أبدى الوالد والقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فرحته بهذا الميلاد، الذي اعتبره بشرى تنبئ بالخير والازدهار والنماء لدولة الإمارات، ولكل العالم، (بك فرح زايد وبشرهم جميع / وابتدى لنورك على دارك سطوع)، إذ يَعُمّ خير هذه البشرى أرجاء المعمورة، عطفاً وحناناً ومؤازرة وفكّاً للكربات؛ حيث أشرق سطوع نور هذا المولود على بلاده العزيزة عليه، وصار شمساً تعمّ كل الأرجاء، (وصرت شمس الدار لك نور بديع / يوم غيزك لو لهم بهجة شموع)، بما تضفيه الشمس من دفء وما تنشره من صفاء، وما تبعثه من حيوية في كل الأشياء، فلا مكان للظلام، ولا وقت للكسل والخمول.

وتمضي القصيدة لتصف احتفاء الشعب الإماراتي بصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، (واحتفى بك شعب لك دايم يطيع / وحل حبّك في الضماير والضلوع)، هذا الشعب الطيب، المطيع والمحب لقائده، والذي أبان عن ذلك الحب والتعلق بالقائد والوطن من خلال مشاركته في عملية البناء الشاملة التي حمل «بو خالد» على عاتقه الأخذ بزمامها، لتصل الدولة إلى مستويات عالية من الازدهار والتقدم، فالعمل الجبّار الذي يشهد عليه كل العالم ويقف أمامه منبهراً، يجعل أعداء هذا القائد يخضعون له؛ إذ لا يقوون على مجاراته، بل لا يملكون من البصيرة ما يجعلهم يفكرون فيه، وذلك ما يجعل «بو خالد» يصل إلى ما وصل إليه من علُوّ شأن ورفعة قدر (نعم بو خالد ولك قدر رفيع / ريّس الدولة وعدوانه خضوع).

ثم يسترسل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في وصف النهضة التي يقوم بها القائد، (باني النهضه وبنيانه سريع/ ماتواحي للعلا عندك نزوع)، فهي نهضة سريعة تنم عن إرادة حقيقية لدى بانيها، ويطلب منه أن يواصل السير ببلاده نحو الثريا، التي ترمز إلى قمة المجد، (سير ببلادك وشعبك لك تبيع / لين توصل للثريا في الطلوع)، فكل شعبه سيتبعه في ذلك، مواصلاً مؤازرته، لإيمانه بقدرته على قيادته الدائمة نحو أعلى ما يمكن أن تصله البلدان من تقدم وتطور.

وقد امتلأ النص بعبارات مضيئة ذات دلالات مشبعة بالأمل ومرادفاته، وهي قيمة عليا لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مثل: بشرى، التي تدل على أهمية المستبشَرِ به، وفرح، التي تعكس حالة الذين تبزغ لهم تلك البشرى، ونور، بما لها من نفاث إلى روح المتلقي، وسطوع، المشيرة إلى قوة التأثير، وشمس، مصدر قوة ذلك السطوع، وبديع، حيث الراحة واللطف، وبهجة، ما تعكسه من تمام الفرح، واحتفى، التي ترمز إلى فعل الفرح وتأكيده، ويطيع، حيث قوة العلاقة بين المُحب (الشعب) ومحبوبه (القائد)، وحبك، الشعور القار في قلوب الأوفياء، (إن المحبَّ لمن يحب مطيع)، ورفيع، الآخذة إلى السّمو، والنهضة، حيث تمام الازدهار، وسريع، كحالة فعلية لبنيان تلك النهضة، والعلا، هدف كل طامح ومُستقر كل قائد عظيم، مثل القائد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والطلوع، العملية الأبدية التي لا يتوقف عن الاستمرار فيها إلا من أقعده ضعف الإرادة.

إن استخدام هذه العبارات المتوهّجة بالأمل كلها، في نص شعري قصير كهذا، تعبر عن القدرة الإبداعية لصاحب النص، وتمكّنه من صياغته صياغة إبداعية عالية اللغة، كما تعبّر عن انعكاسها في شخص من قيلت فيه (بو خالد)، فجاءت عفو الخاطر مسترسلة، كأنما توحي بنفسها على قائلها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvpxpabn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

مقالات أخرى للكاتب