عادي
موسيقى الروح

أغراض الموشحات

22:44 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
يقال إن أقدم موشحة في التاريخ قد ضاعت معالمها، وكذلك ضاع معها الغرض منها في ملامح عالمها، ومع ذلك هناك شبه اتفاق على أنها ارتبطت منذ أطوارها الأولى بالموسيقى والغناء. وبالتالي لا بد وأن تبدو أغراضها آنذاك موصولة بالوصف والحنين والخمريات والغزل الغنّاء، ليبدأ الشعراء في طورٍ لاحق بمعالجة الفنون الأخرى كالزهد والمديح والهجاء والرثاء، ولكن تحتل الموشحات الغزلية المركز الأول من حيث الكثرة العددية، وإن اختلطت معها أحياناً كثيرة أغراض أخرى وصفية أو خمرية أو مدحية، لنشعر بلوعة المشاعر وعمق الأحاسيس بالألفاظ الرقيقة العاطفية، والصور الشعرية الآسرة والموسيقى المتدفقة والألحان الموحية، حيث تم تناول الأغراض الغزلية من مختلف الزوايا الروحية، في حين ترددت عبارات الشوق والهجر بإشارات عن الواشي أو العاذل أو الرقيب، مع التغني «بصيغة المذكر» في الوقت ذاته بمدى جمال الحبيب، ولا تعني بالضرورة أن الشاعر يتغزل بالمذكر البعيد أو حتى القريب. وربما قاد هذا إلى التعبير الصريح والوصف الفاضح إلى حدٍ مُعيب، في حين يرى أغلب العشاق أنه أمر طبيعي وليس من الشيء الغريب!

أما الخمريات، فهي أيضاً كثيرة الشيوع في فن الموشحة المعروف، ولكن، بعبارةٍ أخرى، لا تشغل الخمر في العادة عناصر التغزل بالشكل الواضح أو المكشوف، بل تأتي كعنصرٍ فني مساعد لا غير بحسب الموقف أو الظروف، أي بما يتوافق مع النص المكتوب بلهجة الولهان والملهوف، أو من خلال صوت المنشد أثناء اللحن المُغنّى أو المعزوف.

Eman_Alhashimi13@

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2my44emy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"