عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

العدل ( 2 )

23:39 مساء
قراءة دقيقتين
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي

أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالقسط، وهو العدل مع القريب والبعيد، والعدو والصديق، فلا يُحابى بالعدل قريب أو صديق لمحبته، ولا يُمنع العدل من بعيد أو عدو لبغضه. قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: «وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا» المائدة: 2، «أي لا يحملنكم بغضُ قومٍ على ترك العدل، فإنَّ العدل واجب على كل أحد مع كل أحد، وفي كل حال، وقال بعض السلف: ما عاملت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه».

ويقول الله سبحانه وتعالى: «وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» الأنعام: 152، قال ابن كثير في تفسيره: «يأمر الحق تبارك وتعالى بالعدل في الفعال والمقال على القريب والبعيد، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد في كل وقت وفي كل حال».

وقد أكد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على ضرورة الالتزام بالعدل من خلال التحذير من ارتكاب الظلم نقيض العدل، فقد روى مسلم في صحيحه أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة..».

ومما سبق يمكن القول إن الإسلام لم تبلغ به غايته إلى الوقوف عند حد تأصيل مبدأ العدل المطلق، في التدبير السياسي داخلاً وخارجاً فحسب، بل جاوز ذلك إلى العدل والإحسان. «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» النحل: 90، وهذا حرص من الإسلام على إقامة العدل والإحسان الذي قد أناط إقامتهما بالاعتقاد، ليغدو كل منهما أصلاً اعتقادياً، وحقيقة نفسية يعيشها المسلم الحق، قبل أن يكون تشريعاً سياسياً.

ترى ذلك بيِّناً في قوله تعالى: «اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» المائدة: 8، والتقوى منشؤها العقيدة، وهي حقيقة نفسية وعقلية راسخة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2h6jmuv6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"