عادي

باقة ضوء

23:32 مساء
قراءة دقيقتين
1

أعتقتك كلمة الله

بينما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد أحوال المسلمين ليلاً أخذته سنة من النوم، وبينما هو كذلك مرّ عبدٌ من أمامه بقطيع من الشياه، فأيقظ عمر وما إن رآه حتى قال لذلك العبد على سبيل الاختبار: بعني واحدة من هذه الشياه، فقال العبد: إنها ليست لي ولكنها لسيدي وأنا عبد مملوك عنده، فقال عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك فبعني واحدة منها وقل لسيدك أكلها الذئب، فانتفض العبد وصاح: وأين الله يا أخا العرب؟

ولما أصبح الصباح ذهب عمر إلى سيد العبد واشتراه منه وأعتقه وقال له: أعتقتك كلمة الله في الدنيا من العبودية، وأرجو أن تعتقك من النار يوم القيامة.

لا بطالة

جاء رجل من الأنصار وطلب من الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن يعطيه ما يقتات به فقال له الرسول: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب به الماء، فقال له الرسول: إليّ بهما، فأخذهما الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: من يشتري هذين؟ فقال رجل: علي درهم، وقال آخر: أنا آخذ بدرهمين فأعطاهما إياه، وأخذ الرسول الدرهمين وأعطاهما للأنصاري وقال له: اشتر بأحدهما طعاماً لأهلك واشتر بالآخر قدوماً فأتني به، ولما أتاه به شدّ عليه الرسول عوداً وقال: اذهب فاحتطب ولا أرينك خمسة عشر يوماً، ففعل الأنصاري ما أمر به رسول الله ثم جاء وقد ربح عشرة دراهم، فاشترى ببعضها طعاماً وببعضها الآخر ثوباً، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «هذا خير من أن تأتي المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة».

دُعوا ودُعينا فأسرعوا وأبطأنا

وقف عدد من أشراف قريش على باب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بينهم أبو سفيان بن حرب، وخطيب قريش سهيل بن عمرو، وطلبوا إذناً بالدخول على عمر، وكان قد جاء في الوقت نفسه عدد من العبيد والموالي وطلبوا الإذن، فخرج الإذن يدعو بلالاً فصهيباً فعماراً فسلمان، وترك السادة، فغضب أبو سفيان وقال:

ما رأيت ذلاً كاليوم، يؤذن للعبيد ونترك، فقال سهيل: لمَ تتغير وجوهكم يا قوم، دُعوا ودُعينا فأسرعوا وأبطأنا، ولئن حسدتموهم على باب عمر فالذي أعده الله لهم في الجنة أكثر.

إنما أنا رجل منكم

ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السوق ليشتري سراويل ومعه أبو هريرة رضي الله عنه، فقام البائع وقبل يد رسول الله فجذب الرسول يده وقال: «هذا عمل الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما أنا رجل منكم» وأراد أبو هريرة حمل السراويل عن رسول الله فقال له: «صاحب الشيء أحق بحمله».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xy7v5sm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"