عادي
نفحات رمضانية

فضل الدعاء وآدابه

23:55 مساء
قراءة دقيقتين
1

إنَّ الدعاءَ شأنُه عظيمٌ عند الله تعالى، فهو من أفضل القربات، وأعظمِ الطّاعاتِ، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «أَفضَلُ العِبادةِ هو الدُّعاءُ»، ورغّبَ الله في الدعاءِ فقال:«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» البقرة:١٨٦، فالله قريبٌ مِن عبادِهِ المؤمِنِينَ، يُجيبُ دُعاءَهم، ويُحقِّقُ رَجاءَهم.

والدعاء له فضائل كثيرة، وثمرات عظيمة، فمن ذلك أن الله جعله سبباً لرد القضاء، كما قال النبي: «لا يرد القدر إلا الدعاء»؛ فإنَّ الله قد يقضي على عبده قَضاءً مُقيَّدًا بأنْ لا يَدعوَهُ، ويَقضِي أَنَّهُ إذا دَعاهُ اندَفَعَ عنه ذلك الأمر، وبهذا تتحقَّقُ للعبد سعادة الدنيا والآخِرةِ.

ومِن ذلك أن الدعاءَ أكثرُ كرامةً وشرفاً عِند اللهِ تعالى مِن غيره مِن العبادات، قال نبينا: «ليس شيء أكرم على اللَّه من الدعاء».

ومَن أقبل على اللهِ بصدقٍ، وألحَّ عليهِ بالدعاء، وأكثر من سؤالِه؛ أجاب الله دعاءه، وفتح لهُ أبواب الخير، لا سيما إذا تحرَّى أَوقات الإِجابَة، كالدعاء في الثلث الأخير من الليل، وبَينَ الأَذَانِ والإِقامَةِ، وفي السُّجودِ، ونحوِها.

والدعاء أمره يسيرٌ جداً على كل أحد، فهو لا يتطلب جهداً عند القيام به، وقد ذم النبيُّ مَن يعجز عن الدعاء فقالَ: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء».

ومهما ألح العبد في الدعاءِ فلا يستبطئ الإجابةَ، ولا يترك الدعاء؛ فإن الله تعالى قد يُؤخر الإجابة لحكمة، ولذلك قال النبي: «ما مِن مسلمٍ يدعو، ليس بإثمٍ ولا بقطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يُعجِّل له دعوته، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها».

ولا بد من حضور القلب حال الدعاء، والانكسار بين يدي الله تعالى، والابتداء بالثناء عليه، والصلاة على نبيه، مع الإلحاح، والإكثار من التوبة والاستغفار، وعدم اليأس، وحُسن الظَّنِّ بالله تعالى؛ فمن اجتمع في دعائه مثل هذه الأمور ونحوها كان حريّاً أن تجاب دعوته.

دائرة الشؤون الإسلامية - الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8hj8tt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"