دون شك أن هناك تحديات تواجهنا في الحياة، في مختلف جوانبها، ومنها الجانب العملي (الوظيفة) حيث نواجه تطورات مستمرة، فهو مجال شديد التغير وباستمرار من التكنولوجيا التي تواصل التطور، ودخول تقنيات جديدة وحديثة، في كل مرحلة زمنية، وهذا دون شك يؤثر في العديد من جوانب الحياة، من الأعمال والمهام والوظائف، وصولاً للتجارة، سواء أكانت محدودة وناشئة، أو على مستوى المؤسسات والشركات الكبرى.
ومع أننا نجتهد في الإلمام بالتقنيات الحديثة، وتعلمها، بل وزيادة المعرفة في مختلف جوانبها، إلا أن طبيعتها المستمرة، ودخول تحديثات مستمرة يجعلان ما تعلمته محدوداً، ومعرفتك بإدارة هذه التقنية تحتاج إلى تطوير، فهي ليست كافية، أو أن التعامل مع تلك التطبيقات فيه خلل، وهو ما يعني أن التقنيات قد تغيرت تماماً، وهذه عملية مرهقة على المدى البعيد.
على الجانب الآخر، نجد أن التقنيات الحديثة، والتحديثات المستمرة، لها أثر إيجابي في بيئة العمل، وهي تطورات ملحة تواكب التقدم، وأي توان أو توقف أو تراخ عن مواكبتها يعني أن يتجاوزك قطار التطور، أو أن التكنولوجيا الجديدة تصبح أكثر تعقيداً، وعدم المهارة في تسخيرها واستخدامها، وهذا جميعه يعني فشلك، أو تراجع أعمالك، أو تدني مهارتك، وتواضع قدراتك.
لذا؛ بات الحديث عن سطوة التقنية، ودخول العالم الرقمي، غير مقبول، أو كلمات تجاوزها الزمن، لأننا نعيش في العصر الرقمي، ووسط التقنيات الحديثة، ونسعى لمواكبة التكنولوجيا، بل وصلنا إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي، والتنقل بين الأنظمة المعلوماتية، وتكنولوجيا الأنظمة السحابية، وغيرها الكثير، وهي تقنيات يجب تعلمها ومعرفة استخداماتها. نحن في عصرنا تجاوزنا البريد الإلكتروني، والدردشة الفورية، وباتت لدينا تقنيات حديثة وجديدة تتطور باستمرار.
إن الإخفاق أو التراجع، أو البطء في فهم التقنيات الحديثة، أو عدم الإلمام بها، ستؤثر في مسيرتك المهنية، وسرعان ما يتضح الخلل الذي تعانيه، لأن المهام والأعمال لا تتم بكفاءة ولا بفعالية، ودوماً تعاني من خلل في الإنجاز. والمطلوب هو سعي للمعرفة لا يتوقف، وركض نحو تعزيز معلوماتك وتطويرها، ومواكبة التحديثات، وإلمام بالتطبيقات الجديدة، ومن هنا تظهر أهمية الالتحاق بالدورات التي تعقدها جهات العمل، والدخول في ورش العمل التي تستهدف التعليم، والتدريب على التقنيات الحديثة.
ومع أن هناك صعوبات إلا أنه يمكن مواصلة التطور المهني والمعرفي لزيادة القدرات الشخصية والإمكانيات الفردية، وهذا يعد استثماراً شخصياً يزيد من قدراتك، ومن قيمتك في سوق العمل.
