عادي

وفاة «سيدة فن الأقصوصة» آليس مونرو الفائزة بـ«نوبل»

20:09 مساء
قراءة 3 دقائق
آليس مونرو

مونتريال (أ ف ب)

توفيت عن 92 عاماً الكاتبة الكندية الكبيرة آليس مونرو التي برزت في فن الأقصوصة الأدبي وفازت بجائزة نوبل للآداب عام 2013.

وأوضحت الدار الناشرة لمؤلفات مونرو أن الكاتبة فارقت الحياة مساء الاثنين، في مقاطعة أونتاريو بوسط كندا، حيث كانت تدور أحداث معظم أقاصيصها.

وأسهمت مونرو، في الارتقاء بالأقصوصة إلى مستوى الفن الأدبي، ووصفتها أكاديمية نوبل السويدية في تعليلها لمنحها الجائزة بأنها «سيدة فن الأقصوصة الأدبي المعاصر»، ملاحِظةً أن نصوصها «تتضمن وصفاً متداخلاً لأحداث يومية، لكنها تُبرز القضايا الوجودية»، وأنها بارعة في «التعبير في بضع صفحات قصيرة عن كل التعقيد الملحمي للرواية».

ولم يكن حضور آليس مونرو صاخباً، على الرغم من النجاح الذي حققته وحَصْدِها مجموعة من الجوائز الأدبية خلال أكثر من أربعة عقود؛ بل آثرَت حياة الكتمان والبُعد عن الأضواء، على غرار شخصيات أقاصيصها ومعظمها من النساء اللواتي لم تكن في نصوصها تُركّز إطلاقاً على جمالهنّ الجسدي.

وقالت في مقابلة بعد نيلها جائزة نوبل: «أعتقد أن كل حياة يمكن أن تكون مثيرة للاهتمام».

ونشر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عبر منصة «إكس» صورة له مع الراحلة، واعتبر في تعليقه أن «العالم فقد إحدى أعظم كاتباته.. سنفتقدها بشدة».

أما وزيرة الثقافة باسكال سانت أونج فرأت أنها كانت «مبدعة كتابة». وذكّرت بأن «قصصها أسَرَت القراء في كندا وفي كل أنحاء العالم طوال ستة عقود»، وبأنها «الكندية الوحيدة التي فازت بجائزة نوبل للآداب».

وروَت آليس مونرو في حديث صحفي أنها كانت تحلم منذ كانت مراهقة في منتصف أربعينات القرن العشرين بأن تصبح كاتبة، «لكنّ الإعلان عن هذا النوع من الأمور لم يكن ممكناً في ذلك الزمن. لم يكن من المستحَب أن يلفت المرء الانتباه. ربما كان للأمر علاقة بكوني كندية، أو بكوني امرأة، وربما بكليهما».

وصدرت أقصوصة مونرو الأولى وهي بعنوان «ذي دايمنشينز أوف اي شادو» عام 1950 عندما كانت بعدُ طالبة في جامعة ويسترن أونتاريو.

وبين عامَي 1968 و2012 كتبت الأديبة 14 مجموعة أقاصيص من بينها «رانواي» و«تو ماتش هابينس» و«دير لايف». وتناولت هذه الأقاصيص شتّى المواضيع، كالطلاق، والزواج مجدداً، والعودة إلى الوطن. وفي ما بين 20 و30 صفحة، تتكثف فيها شخصيات تبدو عادية ظاهرياً.

واعتبر أستاذ الأدب والصديق القديم للراحلة ديفيد ستينز أنها «كانت أعظم كاتبة أقاصيص في هذا العصر»، مشيراً إلى أنها كانت «مميزة ككاتبة وكإنسانة».

وكانت قصصها الراسخة في الحياة البسيطة في منطقة هورون في أونتاريو تنشر في مجلات عريقة مثل «ذي نيويوركر» و«ذي اتلانتيك مانثلي».

- مربّي دواجن وثعالب -

وكانت مونرو تقول: «بدأت بكتابة الأقاصيص لأن الحياة لم تترك لي وقتاً للرواية».

وقارنتها الأديبة والناقدة الأمريكية سينتيا أوزيك بالكاتب الروسي أنطون تشيخوف؛ إذ قالت عنها: «إنها تشيخوف الخاص بنا وستبقى حاضرة أكثر من معظم الكتّاب المعاصرين».

أما الكاتبة الكندية المهمة الأخرى مارغريت أتوود، فلاحظت قبل سنوات أن مونرو رائدة، «فالطريق إلى جائزة نوبل لم يكن سهلاً لها؛ إذ أن فرص ظهور نجمة أدبية في عصرها ومن ريف أونتاريو كانت شبه معدومة».

ونشأت مونرو في كنف والد عنيف كان يعمل مربّي دواجن وثعالب، في حين أن أمّها التي كانت مُدرّسَة توفيت باكراً لإصابتها بمرض باركنسون.

وفي عام 2009، أعلنت آليس مونرو أنها خضعت لعملية جراحية لتغيير شرايين القلب وعولجت من السرطان، بعدما كانت حازت في السنة نفسها جائزة «مان بوكر انترناشونال برايز» العريقة، إضافة إلى فوزها مرتين بجائزة «غيلر»، أبرز الجوائز الأدبية في كندا.

واقتُبسَت أقصوصتها «ذي بير كايم أوفر ذي ماونتن» فيلماً سينمائياً بعنوان «اواي فروم هير» عام 2007، من إخراج سارة بولي وبطولة جولي كريستي في دور مريضة مصابة بالزهايمر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2a6re577

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"