إشكالية متجددة

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

أوشك العام الدراسي الجاري 2023-2024 على الرحيل، فالجميع يسارع الزمن لينجز المهام والواجبات، ويُعد المعلمون والطلبة أبطال المشهد الحالي، فالمعلم يجتهد لتأهيل طلابه للامتحانات النهائية، والطالب يجتهد لتحقيق المعدل الأفضل، الذي يُمكنه من اختيار تخصص جامعي متميز.

وعلى الرغم من أن العام الدراسي لم ينته بعد، ومقرر له منتصف يوليو، لتغلق المدارس أبوابها وتبدأ إجازة الصيف، إلا أن بعض الإدارات تمارس ضغوطاً كبيرة على الآباء والطلبة، إذ إنه لا إعادة لتسجيل الطالب للعام الدراسي الجديد، إلا بسداد متبقيات الرسوم للعام الجاري.

رصدنا مؤخراً، حالات غريبة لم نرها في الميدان من قبل، فهذه مدرسة ترفض إعادة تسجيل طالب بسبب 47 درهماً متبقية من رسوم العام الجاري، وهذه إدارة أخرى توقف تجديد التسجيل لطالب تبقى عليه 172 درهماً، لنصطدم بموقف هزلي يتكرر معنا كل عام، وإشكالية تتفاقم لقرار غير مسؤول ومرونة غائبة.

وهنا نسأل لماذا إجراء إعادة التسجيل المتبع في المدارس سنوياً؟ وما الفائدة منه؟ لاسيما أن ولي الأمر لا يملك إلا التواصل مع المدرسة عند سحب أبنائه أو نقلهم لمدرسة أخرى، وما علاقة إعادة التسجيل بالمتبقيات من الرسوم الدراسية، للعام الذي لم ينته بعد؟ ولماذا تصر مدارس على استخدام هذا الإجراء كوسيلة ضغط على الآباء والتشويش على الطلبة وإرباكهم في تلك الفترة الحساسة؟.

اللوائح والقوانين تعد المظلة التي تحكم «القرارات والسلوكيات»، ولا يوجد أمامها رغبات أو إبداعات مزاجية، إذ مُنحت المدارس حق حجب شهادة الانتقال النهائية للطالب مادام عليه مطالبات مالية، وفي المقابل ممنوع على المدارس قطعياً حرمان الطالب من الحصول على حقه في التعليم؛ فلماذا لا نقتدي باللوائح ونتبع ما فرضته القوانين؟

في الواقع، لقد أصبح الأمر مبالغاً فيه، وما نتحدث عنه إشكالية متجددة نرصدها مع نهاية كل عام دراسي، ومع الأسف نجدها تتفاقم وتتشعب عاماً تلو الآخر، وتخلف دائماً آثاراً سلبية في أداء الطلبة، وإرباكاً لأولياء الأمور، فكيف لنا أن نعد جيلاً يحاكي المستقبل بمتغيراته وتطوراته تحت ضغوط مثل المشهودة حالياً؟.

من المؤكد أن للجهات المعنية دوراً مؤثراً وفعالاً، في استيعاب تلك الظاهرة، ولا يجوز لها موقف الحيادية الصامتة، لاسيما مع وجود لوائح وقوانين حاسمة، ولدينا شريحة كبيرة من الطلبة غير قادرة على إجراء إعادة التسجيل بسبب 49 درهماً متبقيات رسوم، وهناك آباء لا يطمعون إلا في بعض المرونة لتسوية ما تبقى عليهم من الرسوم في عام دراسي لم ينته بعد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/67uczx3r

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"