عادي

الحرب الكلامية بين الأرجنتين وإسبانيا تشتعل مع سحب مدريد سفيرتها

21:12 مساء
قراءة 3 دقائق
مدريد - أ ف ب
تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين الأرجنتين وإسبانيا، والتي أثارتها تصريحات الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، بشأن زوجة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الثلاثاء، مع إعلان مدريد سحب سفيرتها بشكل نهائي من بوينس آيرس.
وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، بعد اجتماع مجلس الوزراء: «أعلن لكم سحب سفيرتنا من بوينس آيرس»، بعد استدعائها الأحد للتشاور. وأضاف: «السفيرة ستبقى بشكل دائم في مدريد. لن يكون للأرجنتين بعد الآن سفير إسباني». وندد بتصريحات الرئيس الأرجنتيني، ووصفها بأنها «فريدة من نوعها في تاريخ العلاقات الدولية».
وتابع وزير الخارجية الإسباني «إنها واقعة غير مسبوقة، أن نرى رئيس دولة يأتي إلى عاصمة دولة أخرى لإهانة مؤسساتها، والتدخل الواضح في شؤونها الداخلية».
«اشتراكي متعجرف»
واعتبر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، أن سحب مدريد سفيرتها من بوينس آيرس قرار «سخيف يتخذه اشتراكي متعجرف» وأكد أن قرار مدريد «يشوّه صورتها على الساحة الدولية». وأكد أنه لن يسحب سفير بلاده من إسبانيا.
ونجمت الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين عن التصريحات التي أدلى بها الأحد في مدريد خافيير ميلي، خلال مؤتمر لحزب «فوكس» اليميني المتطرف الإسباني حل فيه ضيف شرف. وفي خطاب ذي نبرة عدوانية، هاجم كما اعتاد أن يفعل، الاشتراكية، وأيضاً زوجة رئيس الوزراء الإسباني بيغونيا سانشيز. وقال في كلمته: «إن نُخب العالم لا تدرك مدى الدمار الذي يمكن أن يحدثه تطبيق أفكار الاشتراكية».
وأضاف: «عندما تكون لديك زوجة فاسدة، فإنك تتلوث، وتستغرق خمسة أيام للتفكير في الأمر»، في تلميح إلى القرار الأخير الذي اتخذه سانشيز بتعليق أنشطته، والتنحي خمسة أيام للنظر في استقالة محتملة، بعد أن فتح القضاء تحقيقاً أولياً ضد زوجته يتعلق بـ«استغلال النفوذ» و«الفساد».
وبشأن التصريحات التي أدلى بها الأحد أضاف خافيير ميلي الثلاثاء: «شعر بيدرو سانشيز بأنه مستهدف وهذه مشكلته. كانت جملة لا تحتوي على اسم، ومن هذا المنطلق لجأ إلى تصعيد دبلوماسي عبثي». وتابع: «أراد إحداث صدمة، وانقلب السحر على الساحر لأنه يبدو سخيفاً».
ولم يلتق خلال زيارته لمدريد التي استمرت ثلاثة أيام الملك فيليبي السادس، ولا بيدرو سانشيز.
لا اعتذار
وبعد عودته إلى بوينس آيرس، واصل ميلي هجومه اللفظي ضد سانشيز، ووصفه بأنه «جبان»، ورفض الاعتذار كما طلبت منه الحكومة الإسبانية. وقال ميلي الاثنين: «لن أعتذر تحت أي ظرف كان»، مضيفاً: «أنا من تعرّض لهجوم»، مذكراً بأن مسؤولين إسبان وصفوه بأنه «كاره للأجانب وعنصري ويميني متطرف. ومنكر للعلم وكاره للنساء».
واشتدت حدة التوتر بين مدريد وبوينس آيرس قبل أسبوعين بعد تصريحات وزير النقل الإسباني أوسكار بوينتي الذي ذكر فيها أن ميلي يتعاطى المخدرات. وردت الرئاسة الأرجنتينية باتهام سانشيز بأنه ساهم في نشر «الفقر والموت» في إسبانيا بسياساته.
كما اتُهم ميلي الجمعة، ببث «الكراهية» على لسان المسؤولة الثالثة في الحكومة الإسبانية يولاندا دياز.
وأثار إعلان سحب السفيرة الإسبانية لدى الأرجنتين انتقادات من المعارضة الإسبانية التي تتهم سانشيز بـ «تقديم نفسه على أنه ضحية» لأغراض انتخابية، قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الأوروبية التي يخوضها اليمين المتطرف، وتظهر استطلاعات الرأي تقدمه.
وقال زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيغو على موقع «إكس»: إن «المصالح الانتخابية لسانشيز ليست أكثر أهمية من مصالح إسبانيا والأرجنتين». وأضاف: «نستحق سياسة أكثر جدية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mx35p4a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"