عادي

تايوان قلقة على المحار أكثر من خوفها من الجار

21:38 مساء
قراءة دقيقتين
المزارع يعرض احد المحارات التي حصدها (أ.ف.ب)
مزرعة محار تايوانية بالقرب من الحدود الصينية (أ.ف.ب)
مزارع محار يغسل المحار الذي حصده بالقرب من قرية جونينجتو في كينمن التايوانية على جزيرة مفصولة عن الصين بشريط ضيق من البحر (أ.ف.ب)

ينكبّ عدد من سكّان جزيرة تايوانية صغيرة يفصلها عن البرّ القارّي شريط بحري ضيّق، على جمع المحار بلا مبالاة تامة، إذ إن قلقهم من تأثير المدّ سلباً في نشاطهم، يفوق مخاوفهم من إمكان سيطرة الصين على أرضهم.

يحمل لي كاي تشن على كتفيه سلة مملوءة بالرخويات الطازجة، وهو جزء من المشهد العام على هذا الجانب من المضيق، المناقض لمشهد ناطحات السحاب الضخمة في مدينة شيامن الصينية، على الضفة المقابلة التي تبعد أقل من خمسة كيلومترات.

من حول لي كاي تشن، تنتشر كتل الغرانيت المصفوفة على امتداد أرخبيل كينمن الذي تديره تايوان. وعلى هذه الحجارة التي أُحضرت من الصين قبل أكثر من 400 سنة، يتكاثر المحار، قبل أن يتم جمعه بالمجرفة عند انخفاض المد.

ولا تزال طريقة التكاثر هذه، الفريدة من نوعها في العالم، معتمدة منذ ذلك الحين في موقع معركة غونينغتو التي تواجَهَ فيها عامي 1949 و1958 جيش شيانغ كاي شيك القومي، مع قوات ماو تسي تونغ الشيوعية، للسيطرة على تايوان.

ومن خلال الاستيلاء على كينمن، وغيرها من الجزر على طول الساحل الصيني، حصّن القوميون أنفسهم بطوق استراتيجي لصد أي غزو محتمل لتايوان، الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق.

وقال لي كاي تشن (66 عاماً)، وهو زعيم قرية غونينغتو في جزيرة كينمن «خلال الحرب، نزح الناس لحماية أنفسهم، وهُجِرَت أحواض المحار».

وقال قبل أيام قليلة من مناورات عسكرية صينية واسعة النطاق في أنحاء تايوان، إن «الجنود اضطروا إلى استخدام حجارة (أحواض المحار) لبناء تحصينات».

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادتها، إن لزم الأمر.

وحتى عام 1979، كانت كينمن تتعرض للقصف بانتظام من قبل الجيش الصيني.

وصمدت قوات القوميين وحوّلت الجزيرة إلى حصن. وتذكّر العوائق المضادة للإنزالات والمتاريس المحصّنة المهجورة على طول الشواطئ بهذه الفترة المضطربة.

وبات مكبّر صوت بحجم مبنى كان الجيش يستخدمه حينها لهدم معنويات العدو على الضفة الأخرى، مصدر بهجة للسياح.

وفي الأشهر الماضية، كثّف خفر السواحل الصينيون دورياتهم في محيط جزيرة كينمن، عقب المراسم التي أقيمت، الاثنين، لتنصيب الرئيس التايواني الجديد للجزيرة لاي تشينغ-تي الذي تصفه بكين بأنه «انفصالي خطر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3986jshp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"