حديقة الذكاء الاصطناعي

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين

في كل دورة يكون لمنتدى الإعلام العربي لمسة جديدة تضيف إلى المنتدى وأعماله، وتجذب الحضور والمهتمين في المجال الإعلامي أينما كانوا؛ وفي دورته ال 22 التي انطلقت، أمس، يقدم المنتدى الكثير من المبادرات ومازال يعد نقطة التقاء الماضي بالحاضر، خصوصاً في مجال الإعلام، والتقاء مختلف الأجيال، واكتساب الشباب فرصاً ذهبية للقاء كبار الإعلاميين والخبراء من جهة، والاطلاع على اتجاهات الإعلام والتحديات التي يواجهها والتطورات الحديثة، لاسيما أن المنتدى يطلق هذا العام الدورة الثانية من «المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، وهدفه «إعداد جيل إعلامي شاب متميز وتأهيله عبر الاستفادة من التقنيات الرقمية، ومنصات التواصل، والقضايا المتعلقة بالاستدامة، واكتشاف الفضاء».

أكثر ما يلفتك في العرس الإعلامي ووسط هذا الحشد من أهل المهنة وعشاقها، بعض لمسات الوفاء التي تستوقفك وتترك أثراً في كل من يشاهدها، مثل حديقة الذكاء الاصطناعي، التي تبهر كل من يزورها، وبعض اللقطات منها قادرة على جعلنا نشعر ولو عن بعد بهذا الكم من الإحساس بالامتنان والوفاء والاحترام الذي يقدمه المنتدى لكوكبة من كبار الإعلاميين والأدباء الراحلين، مستغلاً أحدث الوسائل التكنولوجية ليحيي ذكراهم فيدور حوار بينهم وبين الحضور، يُسألون ويجيبون بأصواتهم التي نعرفها وبكلماتهم وأفكارهم وقناعاتهم التي عاشوا بها ودافعوا عنها حتى النهاية.

حديقة الذكاء الاصطناعي، «استضافت» (إذا صح التعبير) ٣ رواد راحلين تحت عنوان «تفاعل مع الرواد»، مستعرضة صورة لكل من الشاعر والكاتب الإماراتي حبيب الصايغ، والكاتب والروائي السعودي هاني نقشبندي، والدبلوماسي والصحفي اللبناني غسان تويني، ومن خلال الذكاء الاصطناعي، يتمكن الزوار من طرح الأسئلة على هؤلاء الرواد، فتتحرك الصورة، وتخرج الإجابات ناطقة بصوت ولسان وفكر صاحبها، والمدهش أن الإجابات لا تقتصر على ما يتعلق بسيرهم الذاتية، ولا بقضايا عاصروها في زمنهم؛ بل منحهم الذكاء الاصطناعي، فرصة معايشة الحاضر والمستقبل والإجابة عن قضايا آنية ومستقبلية، وفق منطق وفكر وشخصية كل منهم.

تكريم يستحقه هؤلاء الرواد، والفكرة الذكية هذه تستحق التقدير، لأنها أجادت استغلال الذكاء الاصطناعي في تقديم ما يبهرنا، ويفيد شبابنا، فتحية للمنتدى، ولكل من فكر وعمل على جمع ثلاثة من الرواد بالشباب، وتحقيق إضافة لمنتدى الإعلام العربي، ومنتدى الشباب، علماً أنها ليست الإضافة الوحيدة، لكنها ربما تكون الأكثر جذباً وتأثيراً في كل إعلامي عربي عايش الرواد وعرفهم عن كثب، وكل من لم تسنح له فرصة اللقاء وهم على قيد الحياة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5e5pewrp

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"