«مَجْلِس التَّعَاوُن لِدُوَلِ الْخَلِيْجِ الْعَرَبِيَّة»، أو «مَجْلِس التَّعَاوُن الخَلِيجِي»، أو «مَجْلِس التَّعَاوُن لِدُوَلِ الْخَلِيج العَرَبِي»؛ هو بيتنا الخليجي من الماء إلى الماء، ومن اليابسة إلى اليابسة، هو مدرستنا الوطنية الكبرى، وملحمتنا المجتمعية الناصعة البياض والبساط الأحمدي الحبيب، وشجرتنا الوارفة الظلال، ومظلة المحبة التاريخية الأزلية، وبستان رياحين الورد والود، بما في قلبه من مرامٍ حبيبة المنال، تأسست بفكرة ثنائية إماراتية كويتية مشتركة، في 16 مايو/ أيار 1976، إثر زيارة تاريخية قام بها أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، إلى أخيه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله.
وتأسس المجلس في العاصمة أبوظبي في 25 مايو/ أيار 1981، محمية إقليمية سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنيّة عربية أصيلة، قِوامها ست دول عربيات خليجيات شقيقات (السعودية، عمان، دولة الإمارات، الكويت، قطر، البحرين).. بما يربطهن من روافد وروابط مشتركة وثيقة: دين إسلامي سامي، لغة عربية سليمة، تاريخ خالد، خريطة جغرافية جامعة، وحضارة عريقة حاضرة في عصرنا الحاضر.. ولتكون العاصمة السعودية «الرياض»، مقراً رئيسياً للمجلس الذي نحتفل بالذكرى ال43 لتأسيسه في العاصمة «أبوظبي»، بما يتضمنه من أهداف وفق النظام الأساسي للمجلس وسياسته.. حيث: تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها. تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات. وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين؛ الاقتصادية، والمالية، والتجارية والجمارك، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة. دفع عملية التقدم العلمي والتقني في مجالات الاقتصاد المختلفة عن طريق إنشاء مراكز بحوث علمية. إقامة مشاريع مشتركة، وتشجيع تعاون القطاع الخاص.
والآن، حيث الآن، منذ القمة الخليجية التأسيسية الأولى، أو القمة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في 25 مايو/أيار 1981 في العاصمة الإماراتية «أبوظبي» التي جمعت قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المؤسسين للمجلس، وحتى القمة الخليجية ال44 التي عُقدت في يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 في العاصمة القطرية «الدوحة»، ونحن نعيش في مجتمع عربي خليجي متحد مع نفسه وأنفاسه منذ عشرات السنين؛ منذ ما قبل إنشاء مجلس التعاون الخليجي، ومنذ ما قبل الذهب الأسود الذي حوّل دول مجلس التعاون إلى جنات أرض تحيط شعوبها بالرعاية والطمأنينة والأمن والسلام.
