موضوع الثقافة المرورية من الموضوعات المهمة التي ترتبط بالمجتمع وسلامة أفراده وأمانهم الاجتماعي الذي يطول كل بيت، بعد أن أصبحت حوادث المرور وما تسببه من فواجع وفاة وإصابات وخسائر بشرية ومادية من التحديات التي تعمل الجهات المختصة من أجل تخفيفها تمهيداً لوضع مروري آمن يتخلص من جميع الظواهر السلبية التي تسيطر على فكر الشباب خاصة المراهقين الذين يكبرون وتكبر معهم تلك الظواهر.
وفي الحقيقة فإن جهود رفع الثقافة المرورية في الإمارات لم تفتر يوماً، وكانت ضمن الأولويات التي وظفت لها الإمكانات وأطلقت لها الحملات بمختلف أنواعها وفئاتها المستهدفة، وسعت الجهات الشرطية وغيرها من الجهات ذات العلاقة إلى تغيير المفاهيم بمختلف وسائل التقنية وإبراز مختلف جوانب الحالة المرورية وتقديمها ضمن قوالب حديثة تكشف الأخطاء والممارسات السلبية وتبين خطورتها وتصنع منها قصصاً مؤثرة للعبرة.
عمل دؤوب للتثقيف طال جميع الفئات وفي مقدمتها أولياء الأمور حيث التأثير الأول على الأبناء فكانت المحاضرات والزيارات والمجالس تقدم النصائح والإرشادات والدعم النفسي والسلوكي المناسب لتطويق تلك الظواهر التي يمارسها الشباب واكبه جهد تشريعي في تعديل القوانين وتغليظ العقوبات وتسخير التكنولوجيا من أجل الضبط المروري وتفعيل الأمن في الطرق ومكافحة أية سلوكيات من شأنها أن تكدر صفو المرور.
وطوال تلك السنوات لم تغب الثقافة المرورية عن الخطط والبرامج، وبالتالي اختفت كثير من المشكلات وتسلّح شبابنا بالوعي والالتزام الذي انعكس بالإيجاب على إحصائيات حوادث المرور والمخالفات ومؤشرات حالة الطرق وتكاتفت الجهود في جميع الجهات والأماكن لتنمية الوعي المروري لدى المجتمع بصورة منظمة ومدروسة ووفق متطلبات جيل اليوم الذي تجري مخاطبته بطرق حديثة ومتطورة.
من تلك الجهود والابتكارات التي تتواصل في هذا السياق ما أطلقته القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وهو اللعبة الإلكترونية الابتكارية «أمن الطرق» للكبار والصغار بهدف غرس الثقافة المرورية لديهم، وتعميق الوعي بقوانين السير وقواعد وأنظمة المرور ضمن مساعيها المستمرة لإيجاد بيئة آمنة على الطرق، وحماية السائقين ومستخدمي الطريق من نتائج الحوادث المرورية المؤلمة والحد منها من خلال الالتزام والقيادة الآمنة المسؤولة.
خطوة رائدة تدل على التطور في الخطاب والأساليب ومراعاة التوجهات لدى جيل اليوم عبر ما يحب حيث يتمكن هؤلاء من اكتساب مهارات ومعلومات مهمة تغرس في ذهنهم الإيجابية التي تساعدهم في الحياة الواقعية، وتجنبهم أخطار الطريق عبر الالتزام بقوانين وقواعد المرور، وتعرفهم بأنواع مخالفات السير، وقيمتها من ناحية الغرامات والنقاط المرورية وغيرها.
[email protected]
