عادي

«حرب القمامة» بين الكوريتين.. الأسباب والنتائج

17:08 مساء
قراءة 4 دقائق
«حرب القمامة» بين الكوريتين.. الأسباب والنتائج

متابعات - «الخليج»

في أعقاب الحرب الفريدة من نوعها التي شنّتها كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية بإرسال مئات المناطيد الملأى بالنفايات عبر الحدود، أعلن مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي الاثنين، أنّ سيؤول ستعلّق بالكامل اتفاقاً عسكرياً أبرمته في العام 2018 لخفض التوتر مع بيونغ يانغ المسلّحة نووياً،

وكانت سيؤول علّقت الاتفاق جزئياً العام الماضي، بعدما وضعت كوريا الشمالية قمراً اصطناعياً للتجسّس في المدار، غير أنّ مجلس الأمن القومي قال إنّه سيطلب من الحكومة «تعليق التنفيذ الكامل لاتفاقية 19 أيلول/سبتمبر العسكرية حتى تتمّ استعادة الثقة المتبادلة بين الكوريتين».

وخلال الأسبوع الماضي، أُطلق نحو ألف منطاد بينها 600 الأحد، وفقاً لهيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية.

ودانت سيؤول هذا السلوك قائلة إنّه «دنيء» و«غير عقلاني»، ولكن على عكس موجة إطلاق الصواريخ الباليستية الأخيرة، فإن مناطيد النفايات لا تنتهك عقوبات الأمم المتحدة على حكومة كيم جونغ أون المعزولة.

والأحد، تعهدت كوريا الشمالية «تعليق» إرسال المناطيد «موقتاً»، مشيرة إلى أن «الإجراء المضاد» كان فعالاً.

في عام 2018، خلال فترة الانفراج بين البلدين، اتفق الزعيمان على «وقف تام لجميع الأعمال العدائية ضد بعضهما بعضاً في جميع المجالات».

لكن بعدما علقت سيؤول الاتفاق جزئياً في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي احتجاجاً على إطلاق بيونغ يانغ قمراً اصطناعياً للتجسس بنجاح، قالت كوريا الشمالية إنها لن تحترم الاتفاق على الإطلاق.

ونتيجة لذلك، قال مجلس الأمن القومي في سيؤول إن الصفقة «لاغية وباطلة تقريباً بسبب إعلان كوريا الشمالية التخلي عنها بحكم الأمر الواقع»، لكن الالتزام بالباقي منها يحرم الجنوب من حيث قدرتها على الرد على تهديدات مثل البالونات.

وأضافت أن احترام الاتفاق «يسبب مشكلات كبيرة في وضع جاهزيتنا العسكرية، خصوصاً في سياق سلسلة من الاستفزازات الأخيرة من قبل كوريا الشمالية والتي تشكل ضرراً حقيقياً وتهديدات لمواطنينا».

وأضافت أن هذه الخطوة ستسمح «بالتدريب العسكري في المناطق المحيطة بخط ترسيم الحدود العسكرية»، كما ستمكن من «رد أكثر فاعلية وفورية على استفزازات كوريا الشمالية».

ويحتاج القرار إلى موافقة مجلس الوزراء المقرر عقده الثلاثاء قبل أن يصبح ساري المفعول.

لماذا أرسلت بيونغ يانغ قمامتها؟

وتقول بيونغ يانغ إن البالونات رد على حملة دعائية مستمرة من منشقين من كوريا الشمالية وناشطين في كوريا الجنوبية يرسلون عبر الحدود بالونات تحتوي على منشورات مناهضة لحكومة بيونغ يانغ، وأغذية وأدوية وأموال ووحدات تخزين «يو إس بي» محملة بمقاطع مصورة ممنوعة في كوريا الشمالية.

فيما قالت كيم يو-جونغ، شقيقة الزعيم الكوري ونائبة مدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال في كوريا الشمالية، في بيان، إن بالونات القمامة والفضلات التي أرسلتها كوريا الشمالية إلى الجنوب، هي مسألة تتعلق بحرية التعبير للشعب الكوري الشمالي، وطالبت فيه بأدب «تفهم سول».

وقالت كيم متسائلة: «هل الاتجاه الذي تطير فيه البالونات، هو الذي يحدد ما إذا كان الأمر يتعلق بحرية التعبير أم القانون الدولي؟» وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب».

وشددت كيم يو-جونغ على أن بيونغيانغ كانت ببساطة تمارس حريتها في التعبير، وهو ما يعكس الأساس المنطقي الذي قدمته الحكومة الكورية الجنوبية سابقاً لعدم قدرتها على منع النشطاء المناهضين لكوريا الشمالية من إرسال منشورات عبر الحدود.

وقالت في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية إن البالونات هي «هدايا صادقة» للكوريين الجنوبيين الذين يبكون من أجل حرية التعبير وسيتعين عليهم الاستمرار في التقاطها.

وحذرت من أن كوريا الشمالية سترسل عشرات أضعاف العدد الذي ترسله كوريا الجنوبية إلى أراضيها.

منع المناطيد؟

وصلت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثر الدبلوماسية منذ فترة طويلة وقيام كيم جونغ أون بتكثيف اختبارات الأسلحة وتطويرها، في حين تتقرب سيؤول من واشنطن.

ويرى المحلل البارز في المعهد الكوري للتوحيد الوطني في كوريا الجنوبية هونغ مين أن قرار سيؤول التخلي عن اتفاق خفض التوتر لعام 2018 يظهر «أنها لن تتسامح مع مرور مناطيد القمامة عبر الحدود، مع الأخذ في الاعتبار المعايير الدولية وشروط الهدنة».

وأضاف «ومع ذلك، قد يؤدي ذلك إلى استفزاز بيونغ يانغ بشكل أكبر عندما يكون من المستحيل منع المناطيد المنجرفة جنوباً في الهواء» موضحا «لا يمكن ضمان سلامة المواطنين بمثل هذه الإجراءات بينما يمكنها الانتظار حتى يهدأ الوضع والبحث عن سبل لحله».

وبحسب هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، فإن المناطيد لم يثبت احتوائها على مواد خطرة، ولكنها هبطت في المقاطعات الشمالية، بما في ذلك العاصمة سيؤول ومنطقة جيونغ جي المجاورة، والتي تضم مجتمعة ما يقرب من نصف سكان كوريا الجنوبية.

ولم يستبعد مسؤولون كوريون جنوبيون قيام سيؤول بالرد على هذه المناطيد عبر استئناف الحملات الدعائية عبر مكبرات الصوت على طول الحدود مع كوريا الشمالية.

وفي الماضي، بثت كوريا الجنوبية دعاية مناهضة لكيم في الشمال، الأمر الذي أثار غضب بيونغ يانغ، حيث حذر الخبراء من أن استئنافها قد يؤدي إلى مناوشات على طول الحدود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3np3ucem

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"