شملت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه، الأربعاء، بممثلي وكالات الأنباء الدولية في مقر شركة غاز بروم بمدينة سان بطرسبوغ عدداً من القضايا العالمية، أبرزها الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط والعلاقات الروسية الأوروبية.
وتحدث بوتين عن الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل، مؤكداً، أن «روسيا لا تهتم بمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة دونالد ترامب أم جو بايدن»، واعتبر أن الولايات المتحدة تحرق دولتها من الداخل خلال المعركة الانتخابية الحالية، وشدد في الوقت نفسه على، أن موسكو لم تتدخل في السياسية الداخلية الأمريكية. وتوقع بوتين عدم تغير السياسة الأمريكية نحو روسيا بعد الانتخابات الرئاسية.
وقال بوتين: «إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة مبنية على المصالح الوطنية، من الممكن تغيير نهج واشنطن في التعامل والعلاقات مع روسيا والصراع في أوكرانيا».
وفيما يتعلق بالعلاقات بأوروبا قال بوتين: «من الممكن إيجاد حلول للمسائل القائمة مع القادة الأوروبيين إذا شعروا بمزيد من الثقة وامتلكوا الشجاعة للدفاع عن المصالح الوطنية»، محذراً في الوقت نفسه من أن رفاهية الأوروبيين معرضة للخطر بسبب سياسات الغرب.
وفيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، أكد بوتين، أن الجيش الأوكراني يخسر نحو 50 ألف جندي شهرياً، رافضاً في الوقت نفسه الكشف عن الخسائر الروسية، إلا أنه أكد أنها أقل بمرات عدة من خسائر كييف. وقال: «هناك خسائر موجودة لدى قوات كييف في العمق لا يمكن إحصاؤها». كما أشار إلى وجود 6465 أسير حرب أوكراني لدى روسيا، وشدد بوتين على مشروعية الحرب التي تخوضها موسكو في أوكرانياً قائلاً: «الدماء الروسية التي سالت في دونباس ليست مياهاً لكي يتم تجاهلها».
وأشار بوتين إلى مقتل أكثر من 30 صحفياً روسياً في منطقة العمليات القتالية في أوكرانيا.
وقال بوتين: «على الولايات المتحدة أن تتوقف عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة وسينتهي النزاع» مؤكداً، أن الغرب يعتزم التخلص من الرئيس الأوكراني الحالي فلوديمير زيلينسكي، في غضون عام، مشيراً إلى وجود «مرشحين» ليحلو محله.
وشدد بوتين، على أن رغبة بعض الغرب في إلحاق هزيمة بموسكو حالت دون إبرام معاهدة السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وندد بوتين بالتسليح الغربي لكييف لاستهداف العمق الروسي، واعتبرها مشاركة مباشرة في النزاع قائلاً: «روسيا يمكنها إرسال أسلحتها بعيدة المدى إلى مناطق في العالم، حيث يمكن توجيه ضربات حساسة للدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة».
وقال: «إن ظهور دبابات ألمانية في أوكرانيا أحدث صدمة أخلاقية في روسيا»، معتبراً أن تزويد برلين لكييف بالصواريخ يدمر العلاقات الروسية الألمانية.
وقال بوتين: «لدي أصدقاء في ألمانيا، ولكن لا أتواصل معهم حتى لا أسبب لهم المضايقات».
وفيما يخص وضع الاقتصاد الروسي، شدد بوتين، على أن روسيا تغلبت على الأزمات التي خلقتها العقوبات الأوروبية عليها، نجحت خلالها في العثور على بدائل عن الصناعات الغربية باستخدام قدراتها المحلية، وتابع: «يجب أن يفهم الذين يؤذون روسيا أن أفعالهم تضر بهم»، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن روسيا تواصل إمداد أوروبا بالغاز عبر أوكرانيا.
وسجلت روسيا، بحسب بوتين، محاولات عدة من كييف لمهاجمة أنابيب غاز «السيل التركي»، والسيل الأزرق».
ورفض بوتين تصريحات غربية تحدثت، أن روسيا تعتزم مهاجمة حلف الناتو ووصفها ب«الهراء»، مؤكداً أن «الغرب يضر نفسه بخلق صورة العدو من روسيا».
وفيما يخص العلاقات الصينية الروسية، أكد بوتين، أن بكين شريك اقتصادي رئيسي لموسكو، معتبراً أن محاولات احتواء الاقتصاد الصيني أحد الأخطاء العديدة التي ترتكبها الإدارة الأمريكية.
