التعليم في المستقبل (1)

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

أعتقد أننا في مرحلة نتجاوز خلالها ما كان يعرف بثورة الاتصالات والتقنيات الحديثة، وندخل في مرحلة أو بوادر مرحلة جديدة هي حقبة الذكاء الاصطناعي.
ومع أن كل مرحلة سواء تطور التقنيات الحديثة، أو الذكاء الاصطناعي هي مكملة للأخرى وفي المسار والتوجه نفسه، وهو ما يعني ضرورة تطور المعارف والمواضيع التي يتلقاها الطلبة داخل صفوفهم التعليمية، في مؤسسات التعليم على اختلافها.
الحقيقة أن أثر شبكة المعلومات العالمية «الإنترنت»، بالغ وكبير، ونستطيع القول: إنها نقلت البشرية لحقبة جديدة ومختلفة تماماً، تتعلق بالمعلومات ومصادر المعرفة والثقافة والعلوم على اختلافها، والتي أصبحت متاحة ومتداولة على نطاق واسع وفي مختلف أرجاء العالم، ومع أن هذه الشبكة دخلت مع دخول الألفية، وواصلت تطورها المتسارع عاماً وراء الآخر، إلا أنه لم يواكبها أو لم يكن مرافقاً لها زخم من تطوير الطرق والمهارات التعليمية، ومع أنه ظهر التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد، إلا أنهما كانا يقدمان المواد التعليمية نفسها، وهو ما يعني تطور شكل المؤسسة التعليمية، وليس المضمون الذي يقدم للأجيال، ودون شك، أن دخول شبكة الإنترنت، وما رافقها من تطورات أسهمت في تطور الحركة التعليمية والمعرفية في العالم. وهي النتيجة التي توصلت إليها دراسة أجرتها جامعة ستانفورد في عام 2019، حيث خلصت إلى، «أن استخدام التقنيات الحديثة في التعليم، قد أدى إلى زيادة مستويات التحصيل الدراسي بنسبة 20% مقارنة بالطرق التقليدية»، وفي العام الذي قبله، أظهرت دراسة أخرى من معهد ماساتشوستس للتقنية‏ (MIT)، «أن المواد التعليمية الرقمية تزيد من دافعية الطلاب وتعزز التفاعل والمشاركة في العملية التعليمية».
المشكلة الحقيقية أن هناك تمسكاً بشكل مؤسسة التعليم وبمضمونها، وهذا ليس حكراً على عالمنا العربي، بل هو عام في مختلف أرجاء العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توصلت دراسة أجرتها مؤسسة كافمان في عام 2021، إلى أن، «نحو 40% من الجامعات في الولايات المتحدة ما زالت تعتمد على الطرق التقليدية في التعليم، ما يحدّ من قدرة الطلاب على مواكبة التطورات التكنولوجية والمهارات المطلوبة في سوق العمل».
التعليم أساس التطور والتقدم، ونحن في عالمنا بأشد الحاجة ليكون متطوراً، بل يسير وفق الغد ووفق المستقبل.

[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/27nkdcue

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"