الإمارات في مؤتمر الاستجابة الطارئة

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة الذي اختتم أعماله، يوم أمس الأول، في الأردن، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات ومسؤولين من 75 دولة، إضافة إلى الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام أنطونيو غوتيريش، ومنظمات إنسانية، تم تكريس توافق دولي حول ضرورة وقف دائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإدانة عمليات القتل والتهجير والهجمات التي تستهدف مخيمات اللاجئين، ورفض عمليات التهجير القسري الفردي أو الجماعي، وتنفيذ التدابير التي أشارت إليها محكمة العدل الدولية، وضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

لا شك في أن المؤتمر وبهذا الحضور الواسع والمشاركة الرفيعة، شكّل خطوة سياسية متقدمة باتجاه تحديد المخاطر الناجمة عن استمرار العدوان الإسرائيلي، وتأكيد أن إطلاق مسار ذي مصداقية لا رجعة فيه، لتنفيذ حل الدولتين، يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، هو الحل الوحيد لإيقاف دورة العنف وحرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل في غزة، ويحول دون توسيع الصراع ومخاطره، وضرورة دعم الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية، لحماية المدنيين والعاملين بالمنظمات الإنسانية، وخصوصاً العاملين بوكالة الأونروا.

في هذا المؤتمر الذي رفض استخدام سلاح التجويع ضد سكان غزة، وضرورة الاستجابة الطارئة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع من دون عراقيل، حددت دولة الإمارات خريطة طريق للخروج من الأزمة الإنسانية الراهنة، من خلال اعتماد نهج استراتيجي لحل شامل للصراع، ينهي دوامة العنف والتطرف، يقوم وفقاً لما أعلنه سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، على إيجاد أفق سياسي جاد، لإعادة المفاوضات، لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، والحاجة الملحّة إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لإنهاء التطرف والتوتر والعنف في المنطقة.

كما دعت الإمارات إلى تشكيل حكومة فلسطينية من ذوي الكفاءة العالية، تعمل بشفافية واستقلالية ووفقاً للمعايير الدولية، كذلك دعت إسرائيل باعتبارها مسؤولة عن الكارثة التي تحل بقطاع غزة إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والامتثال لأمر محكمة العدل الدولية، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة بلا عوائق.

منذ بدء العدوان على غزة، سارعت دولة الإمارات ومن خلال نهجها الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني، إلى تقديم مختلف أشكال المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى سكان غزة من خلال العديد من المبادرات، ومن بينها عملية «الفارس الشهم3» حيث تم تقديم 33 ألف طن بواسطة الطائرات والسفن والشاحنات، إضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني في جنوب قطاع غزة، ومستشفى عائم في ميناء العريش المصري، أسهما في علاج أكثر من 27 ألف مريض ومصاب.

في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، كانت استجابة الإمارات واضحة وصريحة في موقفها السياسي والإنساني، وقدمت نموذجاً في كيفية تقديم الدعم للشعب الفلسطيني الذي يعاني أبشع جريمة في هذا العصر، من خلال تحديد معالم وسائل الخروج من هذه الكارثة، بوضع مسارات للحل السياسي، ومن خلال دعم إنساني موثق بالأرقام قائم ومستمر.

في هذا المؤتمر، اعتبر غوتيريش أن الوتيرة السريعة للموت والقتل وحجمهما في غزة «هما الأسوأ» له منذ توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2017، مؤكداً أن الخوف الذي يعيشه سكان قطاع غزة «يجب أن يتوقف»، مطالباً بإنهاء الحرب واحترام القانون الإنساني.

لعل هذا المؤتمر يشكل رافعة دولية، لوضع حد للمأساة المستمرة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryaydv5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"