عادي
خطيب عرفات: الحج ليس مكاناً للشعارات السياسية أو التحزبات

ضيـوف الرحمن يـؤدون الركـن الأعظـم وينفــرون إلى مزدلفـة

01:15 صباحا
قراءة 4 دقائق
حجاج بيت الله الحرام يتجمعون على صعيد عرفات الطاهر (أ ب )
رشاشات الرذاذ لإنعاش الحجاج في درجات الحرارة المرتفعة (أ.ف.ب)

1.8 مليــون حــاج.. 22% منهــم من الــدول العربيــة و63% مـــن آســيا
المعيقلي: الفلسطينيون في «أذى عدو سفك الدماء ومنع المساعدات»

وقف نحو مليوني حاج بلباسهم الأبيض، أمس السبت، على صعيد عرفات الطيب لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج وألسنتهم تفيض بالدعاء ويتوجهون بالدعاء للفلسطينيين، بينما يبدأون صباح اليوم الأحد رمي جمرة العقبة الكبرى في منى، في أوّل أيّام عيد الأضحى، فيما شدد الشيخ ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام على أن الحج ليس مكاناً للشعارات السياسية ولا التحزبات، مما يوجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة.

وكانت عملية التصعيد إلى مشعر عرفات عبر قطار المشاعر الذي يستوعب 72 ألف راكب في الساعة، إضافة إلى 12 ألف حافلة تقوم بنظام التردد لنقل الحجاج عبر مسارات منظمة وخطة مدروسة.وبعد غروب شمس أمس السبت، بدأ الحجاج بالتوجه إلى مشعر مزدلفة بعد إتمامهم ركن الحج الأكبر.

وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة لأداء المناسك. وأدى الحجاج في مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداء بالسنة النبوية والتقطوا بعدها الجمرات وباتوا فيها ثم توجهوا إلى منى بعد صلاة فجر اليوم الأحد أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي.

وفي مسجد نمرة حيث أدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً،أكد الشيخ خطيب الحرم المكي ماهر المعيقلي في خطبة عرفة لحج عام 1445ه: أن الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، وليس مكاناً للشعارات السياسية ولا التحزبات؛ مما يوجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة.

وقال: من المنطلقات الواضحة جاءت الشريعة المباركة بتحصيل المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد أو تقليلها، وقررت أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، كما جاءت بتحصيل أعلى المصالح ولو بتفويت أدناها، وبارتكاب أدنى المفسدتين لدرء أعلاهما.

وأضاف في الخطبة «جاءت الشريعة بكل ما تزدهر به الحياة، وتحصل به التنمية، ومنعت من الإضرار بالآخرين، أو إلحاق الأذى بهم، وأمرت بالعدل والأخلاق الفاضلة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق الحديث، وحفظ الحقوق مع إيصالها لأهلها، وأداء الأمانات، والوفاء بالعقود والعهود والسمع والطاعة لأصحاب الولاية.. وأكد الشارع الحكيم وجوب المحافظة على الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على العناية بها وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، بل اعتبر الشرع أن التعدي عليها جريمة تكون سبباً للعقوبة.

وشدد في خطبته على كل مؤمن أن يسعى إلى المحافظة على الضروريات الخمس؛ ما يؤدي إلى سلامة الخلق واستقرار الحياة وانتشار الأمن وتمكن الناس من تحصيل مصالحهم الدينية والدنيوية، وعليه أن يتعاون مع غيره في ذلك تقرباً لله، وطلباً لثوابه في الآخرة... وعلى كل مسلم عدم تمكين العابثين من محاولة التأثير في مقاصد الشرع في المحافظة على هذه الضروريات.

ودعا المعيقلي، لأهل فلسطين مؤكداً أنهم في «أذى عدو سفك الدماء ومنع ما يحتاجون إليه من مساعدات».وقال المعيقلي: إنكم في عرفة في موقف عظيم يباهي الله بكم ملائكته، فهذا موطن شريف وزمان فاضل تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات.

إلى ذلك، أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية، أمس، أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام 1445ه بلغ 1,833,164 حاجاً، منهم 1,611,310 حجاج قدموا من خارج المملكة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل 221,854 حاجاً.

وبيَّنت الهيئة أن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام بلغ 958,137 حاجاً، بينما بلغ عدد الحاجَّات الإناث من الإجمالي العام 875,027 حاجة.

وحول إحصاءات الحجاج المقبلين من خارج المملكة، فقد أوضحت الهيئة أن نسبة حجاج الدول العربية بلغت 22.3%، أما حجاج الدول الآسيوية عدا «العربية»، فقد بلغت 63.3%، بينما بلغت نسبة حُجاج الدول الإفريقية عدا «العربية» 11.3%، في حين بلغت نسبة حجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا والدول الأخرى غير المصنفة 3.2%.

  • السعودية: جاهزون لوأد ما يعكر صفو الحج

شدد وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، رئيس لجنة الحج العليا، إلى جاهزية القطاعات الأمنية والعسكرية التامة لوأد أي تجاوز من شأنه تعكير صفو الحج، مثمناً الجهود التي يبذلها منسوبوها باحترافية عالية.

وأكد خلال لقائه قيادات القطاعات الأمنية والعسكرية المشاركة في مهمة الحج، اعتزاز بلاده بخدمة ضيوف الرحمن، في ظل الاهتمام البالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووولي عهده الأمير محمد بن سلمان بالحجاج، وتوجيهاتهما ببذل قصارى الجهود لتيسير أدائهم للنسك بأمن وأمان.

وتطرق الوزير إلى التكامل والتنسيق بين مختلف الجهات الأمنية والعسكرية وغيرها؛ ما أسهم في نجاح وصول الحجاج إلى المشاعر المقدسة وقضاء يوم التروية، وهم ينعمون بالأمن والأمان، موجهاً بتعزيز تلك الجهود للاستمرار في تيسير وتسهيل أدائهم مناسكهم، وحتى عودتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.

إلى ذلك، وقف الأمير عبد العزيز بن سعود، على سير العمل بمركز القيادة والسيطرة لأمن الحج في مِنى، متابعاً إجراءات تنفيذ الخطط، وعمليات نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وتصعيدهم لعرفات.

  • لا أوبئة ولا أمراض معدية بين الحجاج

قالت وزارة الصحة السعودية، أمس السبت، إنها لم ترصد أي حالات وبائية أو أمراضاً معدية بين الحجاج.

وأضافت الوزارة، في بيان أمس السبت، أنها «تتعامل بشكل فوري مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس»، وحذرت في الوقت نفسه «من ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة».

ونصحت الوزارة الحجاج بشرب الماء البارد، والانتقال إلى مكان بارد، ورش الجسم برذاذ من الماء. وأوضحت الوزارة عبر منصة «إكس»، أنها تُحذر من ارتفاع الحرارة والتعرض لها خاصةً بين ال11 صباحاً، وال4 عصراً، مشيرةً إلى أن حرارة الأسطح تجاوزت 70 درجة مئوية.

وحذرت الوزارة من التعرض إلى ضربات الشمس خاصةً في مشعر منى.

من جهة أخرى، أكد الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، علي الدقامسة عدم تسجيل حالات وفاة بين الحجاج الأردنيين في بعثة الوزارة خلال الوقوف على جبل عرفات أمس السبت.

وقال الدقامسة، إن حالات الوفاة المسجلة لحجاج أردنيين قد تكون بين حجاج من خارج بعثة الوزارة.

وكان قد سُجل عدد من حالات الوفاة لحجاج أردنيين في عرفة بينهم الحاج طارق البستنجي عضو الهيئة المركزية لنقابة المعلمين.

(وكالات)

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ttspbbv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"