عادي

كلفت إسرائيل ملايين الدولارات.. لماذا تتكرر حوادث انفجارات «النمر»؟

11:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
مدرعة النمر الإسرائيلية
مدرعة النمر الإسرائيلية
الخليج - متابعات
أعلن الجيش الإسرائيلي، أن 8 جنود قتلوا في انفجار وقع في رفح جنوب قطاع غزة، السبت، في حادث يعتبر الأكثر دموية للجيش الإسرائيلي في القطاع منذ يناير الماضي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن التحقيق الأولي كشف أن مركبة هندسية قتالية مدرعة معروفة باسم «النمر» تعرضت لهجوم بعبوة ناسفة بعد ليلة من القتال، ما يرفع عدد قتلى الجيش في الهجوم البري ضد حماس إلى 307.
وتعتبر مدرعة «النمر» واحدة من أبرز الآليات العسكرية الإسرائيلية، ووصفها الجيش بأنها «ثورة» في عالم ناقلات الجند بميدان المعركة عندما أعلنها لأول مرة عام 2008.
3 ملايين دولار
هذه المدرعة من تصميم شركة «أوشكوش» الأمريكية وتم تطويرها في إسرائيل، بحسب موقع «أرمي ريكوجنشن»، وتصل كلفة المدرعة إلى نحو مليون شيكل إسرائيلي أو أكثر من 3 ملايين دولار.
ويبلغ الوزن الإجمالي للمدرعة 10 أطنان على الأقل، وهي مصممة على غرار هيكل دبابة «ميركافا». وتستوعب مقصورتها من 12 إلى 14 جندياً. وتبلغ سرعتها 70 كيلومتراً في الساعة.
  • قادرة على إطلاق صواريخ
المدرعة مزودة بمدافع رشاشة ومدفع هاون وقاذفة قنابل يدوية وقنابل دخانية، وهي قادرة على إطلاق صاروخين، فيما تشير التقديرات إلى امتلاك الجيش الإسرائيلي أكثر من 290 مدرعة من هذا النوع تستخدمها ألوية المشاة.
وتحتوي المدرّعة على أنظمة سلامة وأسلحة متقدمة ومدافع رشاشة وهي مزودة بنظام نفخ تلقائي للإطارات وخمسة مخارج للطوارئ، في حال اختراقها بالصواريخ الدقيقة.
وتم طلاء المركبة من الخارج والداخل بمواد خاصة للعزل الحراري، ما يمكنها من مقاومة الزجاجات الحارقة، كذلك لا تتمكن طلقات الأسلحة الخفيفة من إلحاق الأذى بالمدرعة.
  • نقاط الضعف
وتناولت وسائل إعلام إسرائيلية حادث مقتل الجنود الإسرائيليين الثمانية، السبت، في غزة، وجميعهم من سلاح الهندسة القتالي الإسرائيلي، مسلطة الضوء على مدرعة «النمر» التي كانوا يستقلونها، وتكرار «الكوارث» المرتبطة بها منذ بدء العملية العسكرية في السابع من أكتوبر ضد حركة «حماس».
وتناول تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نقاط الضعف في مدرعة «النمر»، والتي شهدت 3 حوادث انفجار في الحرب الدائرة مع حركة «حماس» في غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن المدرعة التي تعرضت لانفجار من نوع «النمر»، بينما أرجع الجيش الإسرائيلي سبب الحادث إلى انفجار مواد كانوا يحملونها معهم.
وذكر الجيش أنه يحقق في الحادث الذي وقع في منطقة تل السلطان غرب رفح.
  • حقل ألغام
من جانبها، قالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس: إن المدرعة علقت داخل حقل ألغام معد سلفاً، ما أدى إلى الانفجار.
وبحسب «يديعوت أحرونوت» فإن كل مركبة تحمل متفجرات أصبحت «فخاً للموت»، لافتة إلى أن حادثتين قبل انفجار السبت، وقعتا بذات المدرعة، الأولى عندما أصيبت «النمر» بصاروخ مضاد للدبابات، ما أسفر عن مقتل 11 جندياً.
أما الحادث الثاني فوقع في ديسمبر الماضي بخان يونس، وأسفر عن سقوط 4 جنود من سلاح الهندسة.
وفي جميع هذه الحوادث، قتل جنود كانوا يستقلون المدرعة جرّاء انفجار كميات من المواد المتفجرة المحمولة فيها.
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية عن أنظمة السلامة الخاصة بالمتفجرات وتلك المتوفرة في «النمر»، وضرورة استفادة الجيش من الحوادث السابقة لنقل المتفجرات عبر وسائل لا تحتاج لأشخاص مثل المركبات التي يتم التحكم بها عن بعد، وتبني استراتيجيات مثل تقليص عدد الجنود في المركبات المدرعة التي تحمل مواد خطرة على خطوط الجبهة الأمامية.
  • لماذا تتكرر الحوادث؟
من جهته تساءل موقع «والا» الإسرائيلي كذلك عن سبب عجز الجيش عن الحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث المرتبطة بالمدرعة «النمر»، طارحاً ثلاثة أسئلة مرتبطة بحادث السبت، الأول يتعلق بكثافة الانفجار الكبيرة، ولماذا كان حجم الضرر كبيراً في «النمر» التي تعد من أكثر المدرعات حماية وتحصيناً؟.
والسؤال الثاني الذي طرحه موقع «والا» هو: هل تم حفظ المتفجرات في المكان الخطأ خلافاً للتعليمات وبروتوكولات السلامة، الأمر الذي أسهم في الانفجار الكبير؟.
أما السؤال الثالث والأخير فقد حمّل بشكل غير مباشر الجيش الإسرائيلي مسؤولية عدم الاستفادة من «كوارث ناقلات الجند المدرعة» السابقة، حيث استفسر الموقع قائلاً: لماذا لا يجد الجيش طريقة لحماية المقاتلين بشكل أفضل ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مراراً وتكراراً؟.
  • انتقادات ومعنويات
وأشار تقرير لموقع «والا» الإسرائيلي، السبت، إلى أن عدداً كبيراً من ضباط الاحتياط في الجيش وجّهوا انتقادات لاذعة للقيادة السياسية الإسرائيلية، في أعقاب مقتل الجنود الثمانية الإسرائيليين في قطاع غزة.
وحسبما نقل الموقع عن أحد الضباط، فإن «نمط القتال في رفح معيب، وكان ينبغي أن تسير العمليات العسكرية بطريقة أسرع وأكثر حسماً».
وذكر ضابط آخر للموقع الإسرائيلي «أن هناك شعوراً بين كبار ضباط الاحتياط في الجيش بأنه لا يوجد هدف واضح للعديد من المهام في قطاع غزة».
وشدد الضابط على أن مثل هذه الأمور تؤثر بشكل سلبي و«تؤذي معنويات القادة العسكريين والمقاتلين على الأرض».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59zzuwdr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"