عادي

جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب .. ونتنياهو يتمسك بتحقيق الأهداف

01:08 صباحا
قراءة 4 دقائق

أعرب كبار الجنرالات الإسرائيليين الأعضاء في هيئة الأركان العامة عن تأييدهم لبدء وقف الحرب على غزة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حركة «حماس» في السلطة في الوقت الراهن، وفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس الثلاثاء، فيما جدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهداته بعدم وقف الحرب حتى تحقيق أهدافها المعلنة، ما يوسع الخلاف بين الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة في وقت يزداد الانقسام بين القيادتين السياسية والعسكرية بشكل عام، في حين رفض وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إغلاق معتقل النقب السري على الرغم من الانتهاكات، مشدداً على أن مدير الشاباك هدده وأطلق مدير مستشفى الشفاء عمداً.

وأعرب الجنرالات عن اعتقادهم بأن الهدنة ستكون أفضل وسيلة لتحرير نحو 120 إسرائيلياً ما زالوا محتجزين في غزة، أحياء وأمواتاً، حسبما نقلت الصحيفة عن ستة مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين. ويعتقد الجنرالات أن قواتهم، التي قالوا إنها تعاني نقص المعدات لمواصلة القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، تحتاج إلى الوقت للتعافي استعداداً لاحتمال نشوب حرب ضد «حزب الله»، وفقاً لمسؤولين متعددين. وقال المسؤولون الأمنيون الذين تحدثوا للصحيفة إن الهدنة في غزة قد تسهل أيضاً التوصل إلى اتفاق مع «حزب الله»، الذي أعلن أن قتاله ضد إسرائيل هو إسناد للمقاومة في غزة إلى حين توقف الحرب على القطاع.

وذكرت الصحيفة أن موقف الجيش من وقف إطلاق النار يعكس تحولاً كبيراً في تفكيره على مدى الأشهر الماضية، حيث أصبح من الواضح أن نتنياهو يرفض التعبير عن خطة ما بعد الحرب أو الالتزام بها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين إن الجيش يخشى من حرب وصفها ب«الأبدية» تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجياً. وقال المسؤولون إن «إبقاء حماس في السلطة حالياً لاستعادة المحتجزين يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءاً لإسرائيل»، وفق تعبيرهم.

وقال إيال هولاتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل العام الماضي، والذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين، إن «الجيش يدعم بشكل كامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار». وأضاف: «أنهم يعتقدون أنهم قادرون على العودة والاشتباك عسكرياً مع حماس في المستقبل، وهم يدركون أن التوقف في غزة يجعل التهدئة أكثر احتمالاً في لبنان. ولديهم ذخيرة أقل، وقطع غيار أقل، وطاقة أقل مما كان لديهم من قبل، لذلك فإنهم يعتقدون أيضاً أن التوقف في غزة يمنحنا المزيد من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله».

ومن جهته، أكد نتنياهو، أن الحرب ستتواصل في قطاع غزة حتى تحقيق جميع أهدافها بما في ذلك القضاء على حركة «حماس» وعودة الرهائن. وقال نتنياهو في رده على مقال نشرته الصحيفة الأمريكية «اليوم نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مجهولة بأن إسرائيل ستكون مستعدة لإنهاء الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها، لا أعرف من هم هؤلاء الأطراف غير المسماة».

وأضاف في مقطع فيديو أن «المستوى السياسي حدد للجيش هذه الأهداف وتتوفر لدى الجيش كافة الأدوات لتحقيقها. لن نتراجع سواء أمام تقارير نيويورك تايمز أو أي جهة أخرى».

وعقبت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على تقرير الصحيفة، بأن الجيش الإسرائيلي عازم على الاستمرار في القتال من أجل تحقيق أهداف الحرب.

من جهة أخرى، قال بن غفير إن معسكر الاحتجاز سدي تيمان السري في النقب يجب أن يظل مفتوحاً، معتبراً أن اكتظاظ السجون بالفلسطينيين أمر جيد ويجب ألاّ يكون سبباً للإفراج عنهم. وحمل بن غفير جهاز الشاباك ورئيسه رونين بار المسؤولية المباشرة عن إطلاق مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية، وقال: «رونين بار هددني وأطلق سراح مدير الشفاء عمداً».

وكان الشاباك، أكد أن مسؤولية المحنة التي تمر بها السجون منذ أكثر من عام بسبب الاكتظاظ والإضرار بأمن الدولة نتيجة لذلك، تقع على عاتق بن غفير.

وفي هذا الصدد، قال بن غفير: إن «اكتظاظ السجون بالمعتقلين الفلسطينيين أمر جيد وهذا ما يفترض أن يحدث ويجب ألاّ يكون سبباَ للإفراج عنهم»، زاعماً أنه يعطي المعتقلين الفلسطينيين الحد الأدنى الذي يفرضه القانون من الطعام والمياه، وهو كان دعا بوقت سابق إلى إعدام المعتقلين الفلسطينيين بإطلاق النار على رؤوسهم بدل إعطائهم الماء والطعام.

وكانت انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها إسرائيل في معتقل «سدي تيمان» في النقب أثارت سخط الإعلام الغربي، حيث أفادت شبكة «سي أن أن» الأمريكية عن تعذيب وظروف قاسية يعيشها الأسرى في هذا المعتقل السري. وقالت «أسوشيتد برس» إن الاتهامات بالمعاملة غير الإنسانية تتزايد، وإسرائيل تتعرض لضغوط متزايدة لإغلاق المعتقل، في وقت يمنع فيه الصحفيون واللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخوله، مشيرة إلى 36 غزاوياً لقوا حتفهم داخل المعتقل منذ 7 أكتوبر.

وكانت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، قالت بدورها إن الشهادات والمعلومات المسربة تؤكد أن معتقل تيمان أصبح عنواناً لتعذيب الفلسطينيين بأساليب بشعة مع امتهان كرامتهم، في ظل مطالبات حقوقية بإغلاق المعتقل الذي أنشأته إسرائيل لحبس الفلسطينيين مدداً غير محدودة بعيداً عن الأنظار. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xyxucz6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"