مبيعات التجزئة تضع المستهلك في بؤرة الاهتمام

«وول ستريت» تتحرك على وقع سياسة نقدية صارمة

16 يونيو 2024

22:59 مساء

قراءة 3 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

سيكون الأسبوع المقبل أقصر من المعتاد، حيث الأسواق مغلقة في 19 يونيو/حزيران، بسبب يوم الاستقلال الوطني. وسيكون المستهلك في بؤرة الاهتمام، الثلاثاء، عندما تعلن الولايات المتحدة عن بيانات مبيعات التجزئة.

يأتي ذلك، في وقت تضغط فيه أسعار الفائدة المرتفعة على قطاع التجزئة الأمريكي، حيث تضررت أسهم كثيرة من الشركات، بعد أشهر من السياسة النقدية الصارمة، مع صعود عدد قليل من الأسماء فقط.

ويتوقع محللون أن تنمو مبيعات التجزئة بنسبة 0.2% في مايو/ أيار. وقد تعزز نتائج أضعف من المتوقع، بعد البيانات الأخيرة، التي أظهرت تقدماً مشجعاً في ملف التضخم، الحجة لصالح تخفيف الاحتياطي الفيدرالي الفائدة عاجلاً وليس آجلاً.

المستهلك أولاً

ورغم نمو مؤشر «ستاندرد آند بورز»، المتخصص بالتوزيع الاستهلاكي والتجزئة، بنحو 14% هذا العام، تركزت معظم قوته في مجموعة صغيرة من الأسهم، بما فيها «أمازون» ذات الوزن الثقيل، والتي حلقت بأكثر من 22%، منذ مطلع العام الجاري. في الوقت نفسه، عانت أسهم الشركات التي تركز على المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المشترين في هذا القطاع تأثروا بشكل أكبر بأسعار الفائدة المرتفعة، وفقاً لمحللين. ومن بين أكبر المتخلفين كانت أسهم «دولار تري»، التي هوت 25% منذ بداية العام، و«دولار جنرال»، التي انخفضت 10%.

وقال غريغ هالتر، مدير الأبحاث في شركة «كارنيجي» للاستثمار: «إن شريحة الدخل المنخفض والمتوسط تتعرض للضغط، بسبب أسعار الغاز والبقالة. إنهم يشعرون بالسوء على الرغم من أن الاقتصاد يسير على ما يرام».

التضخم المعتدل

في غضون ذلك، عكست أسواق العقود الآجلة توقعات متزايدة من جانب المستثمرين بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، على الرغم من توقعات الفيدرالي أن يؤدي هذا إلى انحسار كلف الاقتراض في ديسمبر/كانون الأول فقط.

ودفع الأداء المتباين لأسهم التجزئة، المستثمرين إلى التركيز على الشركات، التي يستطيع مستهلكوها الاستمرار في تحمل أسعار الفائدة المرتفعة، أو تلك التي تقدم خصومات على السلع المنزلية ذات العلامات التجارية على غرار الملابس أو البقالة، مثل «وول مارت» و«كوستكو هولسيل»، و«تي جيه إكس»، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 28% و29% و16% على التوالي.

وقال روبرت بافليك، مدير المحفظة الأول في «داكوتا» لإدارة الثروات: «أعتقد أن التضخم سيبقى معتدلاً، وسيظل المستهلكون يتطلعون إلى تحقيق أقصى استفادة من دولاراتهم».

فيما يعتقد جوش كومينغز، مدير المحفظة في شركة «جانوس هندرسون إنفسترز»، أن مجالات مثل التسوق عبر الإنترنت ستستمر في الازدهار، حتى لو ظلت أسعار الفائدة مرتفعة. وهو بذلك يستهدف شركات مثل «كارفانا»، التي تضاعفت أسهمها تقريباً هذا العام، إضافة إلى «دورداش»، مع نمو 16%.