عادي
محادثات بين البلدين في كانبيرا يتصدرها نفوذ بكين في المحيط الهادئ

الصين توطّد علاقتها مع أستراليا عبر «دبلوماسية الباندا»

01:30 صباحا
قراءة دقيقتين
باندا عملاقة تأكل من صندوق خلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني إلى حديقة حيوان أديلايد بجنوب أستراليا (أ ف ب)

بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء)، لي تشيانغ، أمس الأحد، زيارة إلى أستراليا، يتضمن برنامجها لقاء نظيره الأسترالي، أنتوني ألبانيزين اليوم الاثنين، لبحث عدة مواضيع شائكة، على غرار حقوق الإنسان، ونفوذ الصين في المحيط الهادئ، و«السلوك» الذي يوصف بأنه «خطر» للجيش الصيني في المنطقة. وأعلن المسؤول الصيني عن إعارة دُبَّيْن عملاقين إضافيين من الباندا، في تجسيد لتوطيد العلاقات والتقارب بين البلدين.

وفي أولى محطات زيارته، تفقد رئيس الوزراء الصيني، أمس الأحد، اثنين من الباندا معارَين من بكين إلى حديقة حيوان اديليد، وظهرت خلال البث حشود داخل الحديقة، بعضها يلوّح بأعلام صينية، فيما البعض الآخر رفع لافتات كتب عليها «لا مزيد من بروباغندا الباندا».

وتُشكّل «دبلوماسية الباندا» بالنسبة إلى الصين إحدى أدوات استراتيجية «القوة الناعمة»، الهادفة إلى تعزيز نفوذها، وتأثيرها في العلاقات الدولية. وتتجسد هذه الاستراتيجية في توقيع بكين مع حدائق حيوانات دول أخرى اتفاقات تعيرها بموجبها حيوانات باندا، على أن تعيد إليها هذه الحدائق بعد بضع سنوات صغار الباندا التي قد تنجبها الحيوانات المعارة، بغية ضمّها إلى برنامج التربية في الصين.

إلا أن حيوانَي الباندا العملاقين الموجودين في حديقة أديلايد لم ينجبا بعد صغاراً، فيما ينتهي هذه السنة اتفاق إعارتهما لكانبيرا.

وتُعَدّ ولادة الباندا حدثاً نادراً، إذ تتمتع هذه الحيوانات العاشبة بقدرة نادراً ما تتوافر لدى غيرها، على إيقاف نمو الجنين إذا رأت أن الفترة غير مناسبة للوضع، وهو ما يسمى بفترة «الكبوت».

وشكرت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ الصين، معتبرة أنه «أمر جيد للاقتصاد، وللوظائف في جنوب أستراليا، وللسياحة، وهو رمز لحسن النية».

ووفقا للصندوق العالمي للطبيعة، يقتصر عدد حيوانات الباندا المتبقية اليوم على نحو 1860، معظمها في غابات الخيزران في المناطق الجبلية في الصين.

وقال رئيس الوزراء الصيني عن العلاقات الثنائية بين بلاده وأستراليا فور وصوله، مساء أمس الأول السبت، أنها «عادت إلى مسارها الصحيح»، ما يشير إلى أنه كان هناك مساع مستمرة خلف الكواليس لإيجاد حلول لعدة قضايا عالقة، بعضها منذ سنوات. ولي تشانغ هو أول رئيس وزراء صيني يزور أستراليا منذ سبع سنوات.

وكانت الصين فرضت على أستراليا قيوداً تشمل مجموعة من الصادرات الزراعية والمعدنية الأسترالية في عام 2020، على خلفية نزاع دبلوماسي يبدو أنه هدأت حدته في الوقت الحالي، مع الضرورة بالإشارة إلى أن الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا.

وبدأت العلاقة بين أستراليا والصين بالتدهور في 2018، عندما استبعدت كانبيرا مجموعة هواوي العملاقة من شبكة الجيل الخامس لخدمة الإنترنت الفائقة السرعة، لمبررات أمنية.

وبعد ذلك في 2020، دعت أستراليا إلى تحقيق دولي في منشأ كوفيد-19، في خطوة اعتبرتها الصين مدفوعة سياسياً.

وفرضت بكين ردّاً على ذلك قيوداً تجارية على مجموعة من الصادرات الأسترالية، تشمل الشعير ولحم البقر والنبيذ، بينما أوقفت وارداتها من الفحم. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/xtex3fvr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"