عادي

كلوديا ساهم: «الفيدرالي» يلعب بالنار

11:10 صباحا
قراءة 4 دقائق
كلوديا ساهم
كلوديا ساهم

متابعة: خنساء الزبير
حذرت خبيرة الاقتصاد وصاحبة النظرية الاقتصادية «قاعدة ساهم»، كلوديا ساهم Claudia Sahm، من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يخاطر بدفع الاقتصاد نحو الانكماش بعدم قيامه بخفض أسعار الفائدة الآن.
فقد قلل مسؤولو «الفيدرالي» الأسبوع الماضي توقعاتهم الفردية بشكل حاد لخفض أسعار الفائدة هذا العام؛ حيث تراجعت من ثلاثة تخفيضات متوقعة في اجتماع مارس الماضي إلى تخفيض واحد هذه المرة.
وقد أظهرت الخبيرة الاقتصادية أن متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر عندما يصبح أعلى بمقدار نصف نقطة مئوية من أدنى مستوى له خلال 12 شهراً، فإن الاقتصاد يدخل في حالة ركود؛ وقد ثبتت صحة هذه النظرية مع الوقت كمؤشر على حدوث الركود.
ومع ارتفاع مستوى البطالة في الأشهر الأخيرة أثارت «قاعدة ساهم» أقاويل متزايدة في «وول ستريت» بأن سوق العمل القوية بدأت تظهر عليها تصدعات وتشير إلى مشاكل محتملة في المستقبل.
وهذا بدوره قاد إلى ظهور تكهنات حول الموعد الذي سيبدأ فيه الفيدرالي خفض أسعار الفائدة.
وقالت ساهم، كبيرة الاقتصاديين في شركة «نيو سنشري أدفايزرس»: إن البنك المركزي يخوض مخاطرة كبيرة بعدم التحرك الآن للخفض التدريجي:
فمن خلال عدم اتخاذ أي إجراء فإن الفيدرالي يسمح بأن تنطبق «قاعدة ساهم» ومعها الركود الذي قد يجبر صناع السياسات على اتخاذ إجراءات أكثر حدة.
وبالنسبة لساهم فإن الأساس ليس الركود لكن الأمر مخاطرة حقيقية، بحسب قولها؛ وأبدت استغراباً من قيام الفيدرالي بدفع الاقتصاد نحو هذه المخاطرة وتساءلت عما ينتظره الفيدرالي حتى يتحرك.
وترى بأن أسوأ نتيجة ممكنة في هذه المرحلة هي تسبب الفيدرالي في ركود في غنى عنه.
ومضات تحذيرية
كقراءة رقمية بلغت «قاعدة ساهم» 0.37 عقب تقرير التوظيف لشهر مايو الصادر عن مكتب إحصاءات العمل والذي أظهر ارتفاع معدل البطالة إلى 4% للمرة الأولى منذ يناير 2022. وهي أعلى قراءة تصاعدية منذ الأيام الأولى لوباء كوفيد.
والقيمة تمثل بشكل أساسي فرق النقطة المئوية من متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر مقارنة بأدنى مستوى له خلال 12 شهراً، والذي يبلغ في هذه الحالة 3.5%.
وتنطبق القاعدة عند قراءة 0.5، وفي حال بضعة أشهر أخرى من 4% أو أكثر لقراءة معدل البطالة فإن ذلك يفعّل القاعدة.
وقد تم تطبيق هذه القاعدة على كل فترة ركود منذ عام 1948 على الأقل، وبالتالي فهي بمنزلة علامة تحذير فعالة عندما تبدأ القيمة في الارتفاع.
وحتى مع ارتفاع مستوى البطالة لم يعرب مسؤولو الفيدرالي عن قدر كبير من القلق بشأن سوق العمل.
وبعد اجتماعه الأسبوع الماضي وصفت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، والتي تحدد أسعار الفائدة، سوق الوظائف بأنه «قوي» وقال رئيسها جيروم باول في مؤتمره الصحفي: إن الظروف عادت إلى ما كانت عليه قبل الوباء ولكن في حدود ضيقة نسبياً.
وفي الواقع خفض المسؤولون توقعاتهم الفردية لخفض أسعار الفائدة هذا العام بشكل حاد عما كانت عليه في اجتماع مارس الماضي وهي خطوة فاجأت الأسواق التي لا تزال تقوم بتسعير على أساس تخفيضين هذا العام.
وترى ساهم، الخبيرة الاقتصادية، بأن النتائج السيئة هنا يمكن أن تكون سيئة للغاية، فمن منظور إدارة المخاطر تجد صعوبة في فهم عدم رغبة الفيدرالي في التخفيض وحديثهم الصارم الذي لا يتوقف عن التضخم.
مخاطـــرة
قالت ساهم: إن باول وزملاءه «يلعبون بالنار» ويجب أن ينتبهوا إلى معدل التغير في سوق العمل باعتباره نذيراً محتملاً للخطر المقبل، ووصفت انتظار «تدهور» مكاسب الوظائف، كما تحدث باول الأسبوع الماضي، بأنه أمر خطر.
ولفتت إلى أن مؤشر الركود يعتمد على التغيرات لسبب، وقالت لقد دخلنا في حالة ركود مع جميع مستويات البطالة المختلفة وهذه الديناميكيات يغذي بعضها البعض، فإذا فقد الناس وظائفهم فإنهم يتوقفون عن الإنفاق، فيفقد المزيد من الناس وظائفهم. لذلك يجد الفيدرالي نفسه عند مفترق طرق.
ووفقاً لساهم فإن تتبع الركود، حيث يبدأ معدل البطالة بهذا المستوى المنخفض يتطلب العودة إلى أواخر عام 1969 إلى عام 1970.
وعلاوة على ذلك نادراً ما يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة مع وصول البطالة إلى هذا المستوى، وقال محافظو البنوك المركزية في الأيام الأخيرة التي شملت فعاليات عدة يوم الثلاثاء، إنهم يرون بأن التضخم يتحرك في الاتجاه الصحيح لكنهم لا يشعرون بالثقة الكافية لبدء التخفيض بعد.
وبحسب المقياس المفضل لدى الفيدرالي بلغ التضخم 2.7% في إبريل، أو 2.8% عند استبعاد أسعار الطاقة والغذاء للقراءة الأساسية التي يركز عليها صناع السياسات بشكل خاص. يضع الفيدرالي هدفاً لمعدل التضخم عند 2%.
وبحسب ساهم فقد انخفض التضخم كثيراً، ورغم أنه ليس عند الهدف المنشود فإنه يسير في الاتجاه الصحيح، وقالت: إن البطالة تشير إلى الاتجاه الخاطئ.
وتحذر من أن بالموازنة بين هذين الأمرين يحدث اقتراب أكثر نحو منطقة الخطر في سوق العمل وابتعاد عنها على جانب التضخم، وتعتقد بأن من الواضح تماماً ما يجب على الفيدرالي القيام به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ybk63abn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"