عادي
دراسة لـ «إس إيه بي كونكر»

68 % من التنفيذيين الماليين متخوفون على مناصبهم من الذكاء الاصطناعي

19:39 مساء
قراءة 3 دقائق
الذكاء الاصطناعي

دبي: «الخليج»

كشفت دراسة أجرتها «إس إيه بي كونكر»، مؤخراً، عن تنامي مستويات اعتماد الذكاء الاصطناعي في المجال المالي من قبل الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية، إذ امتدح غالبيتهم (82%) الذكاء الاصطناعي بسبب قدرته على تبسيط عمليات الأعمال. بالإضافة إلى ذلك أشار 28% منهم إلى فاعلية هذا الذكاء في توليد بيانات ورؤى مالية نوعية، في حين أشار 24% منهم إلى قدرته على تحسين دقة التوقعات المالية.

وأوضح جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى «إس إيه بي» أن هذا الحماس حول الذكاء الاصطناعي، يشهد بعض التراجع بسبب المخاوف المتعلقة بالتأثير طويل الأمد له على المختصين في الشؤون المالية، إذ يرى ثلثا الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية (68%) أنه قد يشكل تهديداً لمناصبهم، فيما يرى 31% منهم أنه يشكل خطراً على فرق عملهم.

وقال كارفاليو: «يجب أن يتم تغيير هذا المنظور وبسرعة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي في حال استخدامه بطريقة صحيحة ومسؤولة تأخذ خصوصية البيانات بعين الاعتبار، أن يكون أداة مهمة وحيوية في مواجهة التحديات المالية».

وأشار إلى حالة عدم اليقين بأنها أكبر التحديات التي تواجه الرؤساء التنفيذيين في الوقت الحالي، وقال: «تعكس الدراسة هذا الأمر، حيث اتفق تسعة من أصل عشرة من قادة الشؤون المالية، على أن مهمتهم الأساسية تتمثل في الاستعداد للأمور غير المتوقعة».

أوضح كارفاليو أن التوقعات لا تزال تشكل عقبة كبيرة بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالأسواق، والمخاطر المرتبطة بالتسعير، والبيانات القديمة، وقال: «يتجه الرؤساء التنفيذيون للشؤون المالية، نتيجة لذلك إلى التكنولوجيا، فمنهم من يقوم بتعزيز أدوات رصد السوق (57%) والاستثمار في الابتكار (40%)، كما يستخدم أكثر من نصفهم تحليلات البيانات».

التخلص من المهام الشاقة

بيّن كارفاليو: «تقضي الفرق المالية ما بين 40-70% من وقتها في معالجة البيانات، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة في هذا المجال من خلال أتمتة المهام مثل معالجة الفواتير، ما يترك لأفراد الفرق متسعاً كافياً من الوقت الذي يمكنهم الاستفادة منه في أداء أعمال استراتيجية أخرى».

ويسهم هذا الذكاء في تقليل الأخطاء ويحسن من مستويات الامتثال ويتيح مستويات أفضل من مطابقة الفواتير وتقييم المخاطر، وقال كارفاليو: «يخفف هذا الأمر بدوره من مصادر عدم اليقين المحتملة، إذ يرى 47% من الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية أن الذكاء الاصطناعي يحسن الوظيفة الضريبية إلى حد بعيد».

إعادة رسم دور التنفيذيين

ولفت كارفاليو: «يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً متميزة للرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية، إذ يقدم معلومات ورؤى آنيّة تساعد في التنبؤات، وتخطيط الطلب، كما يتمتع بالقدرة على توليد خطط مالية مخصصة. ويمكن للرؤساء التنفيذيين بفضل البيانات المعززة بالذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات أفضل، وتوجيه المؤسسات، لأن تكون استباقية أكثر في توجهها، الأمر الذي ظهر جلياً في آراء الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية الذين رأى 61% منهم أن الذكاء الاصطناعي عنصر حيوي لإدارة حالة عدم اليقين».

وأضاف: «يمكن أن يشمل هذا الأمر مساعدة أقسام المبيعات والتسويق على تنفيذ أنشطة هادفة مولدة للدخل، أو إتاحة المجال لإجراء المزيد من الأبحاث والتطوير والابتكار».

الاستخدام الأخلاقي والفعال

أكد كارفاليو قائلاً: «على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي، فإنه يجب علينا أن نأخذ بالحسبان مسائل خصوصية البيانات والأمن والتحيزات المحتملة في مخرجات الذكاء الاصطناعي وكذلك «الهلوسات» التي يتم فيها وبشكل خاطئ اعتبار استنتاجات الذكاء الاصطناعي على أنها حقائق مثبتة».

وأضاف: «لذلك، فإن العمل مع شريك مسؤول يتمتع بالخبرة ويتفهم أهمية الممارسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي هو أمر على قدر كبير من الأهمية، إذ يستطيع مثل هؤلاء الشركاء المساعدة في وضع معايير أمن إلكتروني وخصوصية متينة».

وبيّن كارفاليو أن أدوات الذكاء الاصطناعي المدمجة في الأنظمة الحالية قادرة على مساعدة قادة الشؤون المالية على الاستفادة وبسهولة أكبر من القيمة التي توفرها التكنولوجيا، وقال: «يمكن للارتباط الوثيق بين الذكاء الاصطناعي والعمليات التجارية ضمان دقة التنبؤات والتوصيات المعززة بالذكاء الاصطناعي مع مرور الوقت».

واختتم كارفاليو: «إن الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف ليس بديلاً عن الخدمات المالية بل معزز لها، إذ يوفر الوقت اللازم لأداء المهام المعقدة، ويولد أفكاراً قيّمة تساعد على اتخاذ قرارات ذكية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي في حال استخدامه بشكل صحيح، أن يفتح الباب أمام فرص جديدة لجميع إدارات المؤسسات حتى في الأوقات الصعبة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wu35u8h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"