عادي
ازدادت أهمية الفيديو بصفته مصدراً للمعلومات

تحديات أمام وسائل الإعلام مع الذكاء الاصطناعي

23:42 مساء
قراءة 3 دقائق
الذكاء الاصطناعي (رويترز)

صار الفيديو وسيلة أساسية لنشر الأخبار، لا سيما بين الشباب وسط قلق من تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل قطاع يشهد تغيراً كاملاً، وفق تقرير سنوي مرجعي عن الإعلام والصحافة.

قال راسموس نيلسن، مدير معهد رويترز لدراسة الصحافة، في مقدمة تقرير المعهد لسنة 2024 حول الإعلام الرقمي: «يتعين على الصحفيين ووسائل الإعلام أن يبذلوا جهداً أكبر لجذب انتباه الجمهور، ناهيك عن إقناعه بدفع المال مقابل الحصول على الأخبار».

ينشر المعهد التابع لجامعة أكسفورد كل عام هذا التقرير الذي يعد أداة مرجعية لتحليل التحولات الإعلامية.

وتؤكد نسخته لعام 2024 الاتجاهات التي لوحظت بالفعل في السنوات السابقة، بناء على استطلاعات الرأي عبر الإنترنت التي أجرتها شركة يوغوف YouGov لدى 95 ألف شخص في 47 دولة.

وعلى رأس هذه الاتجاهات «الفيديو الذي ازدادت أهميته بصفته مصدراً للمعلومات عبر الإنترنت، خاصة بين الشباب».

وقال ثلثا المشاركين على مستوى العالم إنهم يشاهدون مقطع فيديو قصيراً واحداً على الأقل لبضع دقائق حول موضوع إخباري كل أسبوع.

ويمثل ذلك مشكلة لوسائل الإعلام التقليدية، نظراً لأن ما يقرب من ثلاثة أرباع (72%) مشاهدات الفيديو تجري على منصات وشبكات التواصل الاجتماعي، مقابل 22% فقط على مواقعها، ما يثير تساؤلات حول قدرتها على كسب المال.

كما هي الحال في العام الماضي، لاحظ التقرير اختلافاً بحسب المنصات. لدى فيسبوك وإكس (X) اللتين يتقدم مستخدموهما في العمر، ما زالت وسائل الإعلام التقليدية هي المهيمنة، حتى وإن كانت هذه الشبكات تميل إلى إعطاء مساحة أقل للأخبار.

ولكن على تيك توك وإنستغرام وسناب شات ويوتيوب، حيث المستخدمون أصغر سناً، يتم البحث عن المعلومات لدى منتجي المحتوى والمؤثرين أكثر منه لدى وسائل الإعلام التقليدية.

ويسلط التقرير الضوء بشكل خاص على قضية الفرنسي هوغو ديكريبت (اسم الشهرة لهوغو ترافير 27 عاماً) الذي توظف قناته الإعلامية 25 شخصاً. ويشير التقرير إلى أنه «مع 2.6 مليون مشترك على قناته على يوتيوب و5.7 مليون على تيك توك، صار مصدراً رئيسياً للأخبار لدى الشباب الفرنسي».

وقال التقرير: «في استطلاعنا، تم الاستشهاد به أكثر من صحف لوموند ولو فيغارو وليبراسيون مجتمعة». ويبلغ متوسط عمر المشتركين في هوغو ديكريبت «27 عاماً، وهذا أصغر بنحو 20 عاماً من جمهور العديد من قنوات الأخبار الأخرى».

ويستشهد التقرير بحالات أخرى مماثلة، مثل البريطاني جاك كيلي مبتكر قناة TLDR News على يوتيوب، أو الأمريكي فيتوس سبيهار الذي يستضيف برنامج Under The Desk News على تيك توك ولديه ثلاثة ملايين مشترك.

ويولي التقرير الاهتمام للذكاء الاصطناعي التوليدي (AI) الذي صار جزءاً من الأدوات الإعلامية اليومية.

ويستشهد على سبيل المثال بالمجموعة الإعلامية الألمانية KStA التي تستخدم برنامج الذكاء الاصطناعي المسمى Klara Indernach لكتابة أكثر من 5% من محتواها.

وفي موازاة هذه التجارب لدى الوسائط الإعلامية المعروفة، تستخدم المواقع التي تسمى «المواقع الضارية» الذكاء الاصطناعي لإعادة كتابة المحتوى المأخوذ من مكان آخر من دون إذن ومن دون إخضاع هذا المحتوى للإشراف البشري، من أجل تشجيع الدخول إلى الموقع وكسب المال.

عندما سُئل المشاركون في الاستطلاع عن الذكاء الاصطناعي، أبدوا «قلقاً بشكل عام بشأن استخدامه لمعالجة الأخبار».

ومع ذلك، قالوا إنهم «يفضلون استخدام الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام معينة خلف الكواليس، مثل تحويل محتوى المحادثات والكلام إلى نص أو الترجمة، أي عندما يساعد الصحفيين وليس عندما يحل محلهم».

مشكلة مالية

يطرح الذكاء الاصطناعي مشكلة مالية بالنسبة لوسائل الإعلام، إذ تتغذى نماذجه على البيانات التي تجدها على الإنترنت، بما في ذلك المحتوى الصحفي، حتى تتمكن من إنتاج نصوص أو صور بناء على طلب بسيط يكتبه المستخدمون بلغة بسيطة.

لتحقيق إيراد من ذلك، اختارت بعض وسائل الإعلام الدخول في اتفاقيات مع شركات مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل OpenAI الأمريكية (مبتكرة ChatGPT). وهذه هي حال صحيفة لوموند الفرنسية، ووكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس، ومجموعة أكسل سبرينغر الألمانية، ومجموعة بريسا ميديا الإسبانية، وصحيفة فايننشال تايمز اليومية البريطانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4t3baz9z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"