عادي
أطباء يحذرون من التعرض لها

الأشعة فوق البنفسجية.. خطر يتربص بـ «المتشمّسين»

01:35 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: عماد الدين خليل

في الوقت الذي ينصح فيه الأطباء للأغلبية التعرض لأشعة الشمس لرفع نسبة فيتامين «د» الذي يعاني كُثر نقصاً في مستواه في الجسم، يحذرون من التعرض المبالغ فيه لأشعة الشمس، خاصة خلال الظهيرة، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أعلى مستوياتها، وتعدّ أحد العوامل التي تؤدي للإصابة بأورام وسرطان الجلد، وهو نمو وتكاثر غير طبيعي في الخلايا، وتحدث في معظم حالاتها بسبب المبالغة في التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة. وتشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل 5، يتعرض لأورام الجلد، في حين لا يؤثر لون البشرة في معدلات الإصابة بهذه الأمراض. وأكد عدد من الأطباء المتخصصين التقتهم «الخليج»، أنه وفقاً لتقرير صادر عن السجل الوطني للأورام في دولة الإمارات، عام 2019، تعدّ أورام الجلد رابع أكثر أنواع الأورام شيوعاً فيها، بعد أورام الثدي والغدة الدرقية والقولون والمستقيم، وثاني سبب رئيسي للأورام التي تصيب الرجال، وسادس الأورام الرئيسية التي تصيب النساء.

حدد الأطباء ثلاثة أنواع من أورام الجلد، وأسباب الإصابة بسرطان الجلد، والعوامل الخطرة، مشددين على ضرورة إجراء الفحوص في حال ظهور أي علامات على الجلد، لتفادي المخاطر الصحية، وطرائق الوقاية منها.

وأكدوا أنه يمكن خفض معدل خطورة تعرض الفرد لسرطان الجلد عبر 8 عوامل وقاية، منها الحدّ من التعرُّض للأشعة فوق البنفسجية أو تجنُّبها، والفحص المبكر لوجود تغيرات في الجلد، يعطي أفضل فرصة لعلاجه بشكل ناجح، وتجنب الشمس خلال منتصف النهار بين 10 صباحاً و 4 مساء.

الصورة
  • أشعة الشمس

الدكتور محمد قريشي، أخصائي طب الأمراض الجلدية في أبوظبي، يوضح أن سرطان الجلد هو نمو غير طبيعي في خلايا الجلد، عادة ما يظهر على الجلد المعرَّض للشمس. ولكن قد يظهر على أماكن لا تتعرَّض للشمس، ويحدث سرطان الجلد، عندما تحدث أخطاء (طفرات) في الحمض النووي لخلايا الجلد، تؤدي إلى نمو الخلايا خارج نطاق السيطرة، وتكوينها لكتلة من الخلايا السرطانية.

ويقول إن هناك ثلاثة أنواع من سرطان الجلد وهي: سرطان الخلايا القاعدية، وهي المسؤولة عن إنتاج خلايا الجلد الجديدة وهي موجودة تحت الخلايا الحرشفية، وسرطان الخلايا الحرشفية، وهي موجودة تحت الطبقة الخارجية مباشرة، وتشكّل بطانة داخلية للجلد، وسرطان خلايا الصِّباغ التي تُنتج مادة الميلانين (Melanin) الذي يعطي الجلد لونه الطبيعي، وهذه الخلايا موجودة في الجزء العميق من البشرة.

ويضيف أن سرطان الجلد، يتطور بشكل أساسي في مناطق الجلد المعرَّضة للشمس، بما في ذلك فروة الرأس والوجه والشفتان والأذنان، والعنق والصدر، والذراعان واليدان، وعلى الساقين. ولكنه قد يتكوَّن على المناطق غير المعرضة لأشعة الشمس، أيضاً، مثل الكفين - تحت الأظفار - أو المناطق التناسلية. لافتاً إلى أنه يمكن أن يحدث سرطان الجلد في أي مكان بالجسم، سواء في الجلد العادي، أو في الشامة التي تصبح سرطانية.

  • 3 أسباب

ويوضح أن هناك ثلاثة أسباب للإصابة بسرطان الجلد وهي: ضوء الأشعة فوق البنفسجية، حيث ينتج قدراً كبيراً من الضرر الذي يلحق بالحمض النووي في خلايا الجلد، والأضواء المستخدمة في أسِرّة التسمير، والتعرض للمواد السامة أو وجود حالة مرضية تُضعف الجهاز المناعي.

وقال الدكتور محمد قريشي: توجد 9 عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة منها، البشرة الفاتحة، حيث قد يُصاب أي شخص بسرطان الجلد، بصرف النظر عن لون الجلد، ومع ذلك، فإن وجود صبغة أقل (الميلانين) في جلدك يوفر حماية أقل من الأشعة فوق البنفسجية، وتاريخ الإصابة بحروق الشمس أو التعرُّض الزائد للشمس من أجل تسمير البشرة، ويشمل ذلك التعرض لمصابيح أو أجهزة التسمير.

ويؤكد أن مخاطر الإصابة بسرطان الجلد ترتفع لدى الذين لديهم عدد كبير من الشامات أو الشامات غير الطبيعية التي تُسمّى وحمات. فإذا وجد تاريخٌ مرضيّ من الشامات غير الطبيعية، فلا بدّ من مراقبتها بانتظام، تحسّباً لظهور أي تغيرات عليها. وتشمل العوامل أيضاً، وجود تاريخ أسري للإصابة بسرطان الجلد، قد ترتفع مخاطر إصابتك بالمرض، ووجود تاريخ شخصي للإصابة بسرطان البشرة، وضعف الجهاز المناعي، والمرضى الذين يتعاطون أدوية مثبطة للمناعة، بعد إجراء جراحة لزراعة عضو، والتعرُّض للإشعاع، والتعرُّض لبعض المواد قد يؤدي التعرض إلى مواد معينة، مثل الزرنيخ، إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الجلد.

الصورة
  • علامات الإصابة

ويشير إلى 5 علامات للإصابة بسرطان الجلد تشمل، بقعة بنية كبيرة مع أخرى داكنة، أو شامة يتغير لونها أو حجمها أو الشعور بها، أو تصبح آفة صغيرة ذات حدود غير منتظمة وأجزاء تظهر باللون الأحمر أو الوردي أو الأبيض أو الأزرق أو الأزرق المائل إلى الأسود، أو آفة مؤلمة تثير الحكة أو شعوراً بالحرقة، أو آفات داكنة على راحتي اليدين أو باطني القدمين، أو أطراف أصابع اليد أو القدم، أو على الأغشية المخاطية التي تبطن الفم أو الأنف أو المهبل أو فتحة الشرج.

ويؤكد أنه يمكن خفض معدل خطورة تعرض الفرد لسرطان الجلد، عبر 8 عوامل وقاية تشمل، الحدّ من التعرُّض للأشعة فوق البنفسجية أو تجنُّبِها، والفحص المبكر لوجود تغيرات في الجلد يعطي أفضل فرصة لعلاجه بنجاح. وتجنب الشمس خلال منتصف النهار، بين 10 صباحاً و4 مساءً، واستخدام مستحضر واقٍ من الشمس على مدار السنة، واسع الطيف، مع عامل الوقاية الشمسي (SPF) -‏30 على الأقل، حتى في الأيام الغائمة، وارتدِاء ملابس واقية تغطي الذراع والساق، وارتدِاء قبّعة عريضة الحواف، وارتداء نظارات الشمس التي تحجب كلا النوعين من الأشعة فوق البنفسجية A وB، وتجنب أجهزة تسمير البشرة، وتفحّص الجلد بانتظام، ومراجعه الطبيب بالتغيُّرات التي تَطرأ مثل نموات جديدة في البشرة أو تغيرات في الشامات الموجودة، والنمش، والنتوءات والوحمات.

  • الخيارات العلاجية

ويقول الدكتور أحمد الظاهري، استشاري الأمراض الجلدية في أبوظبي: هناك 3 أنواع من أورام الجلد وهي: أورام الخلايا القاعدية، وأورام الخلايا الحرشفية الجلدية، وأورام الجلد. وفي حين أن أورام الخلايا القاعدية هي أكثر أنواع أورام الجلد شيوعاً، لا تهدد في العادة حياة المصاب إذا شخّصت مبكراً، إلا أنها الأكثر عدائية وقادرة على الانتشار إلى أعضاء أخرى، ويصعب علاجها عند تأخر تشخيصها.

ويضيف «هناك كثير من الخيارات العلاجية المتاحة لأورام الجلد، إلا أنه من المهم التركيز على الوقاية لأنه كما نعلم «الوقاية خير من العلاج»، فتجنب الإصابة بالمرض من البداية أفضل من أي خيار علاجي متاح، ويكون ذلك في حالة أورام الجلد، عبر تجنّب التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارّة، ويمكن القيام بذلك بارتداء ملابس مناسبة تقي من هذه الأشعة ولا تكشف أجزاء كبيرة من الجسم كالقمصان ذات الأكمام الطويلة، كما أن ارتداء قبعة مناسبة ونظارات شمسية يسهم في الوقاية أيضاً. ويجب الانتباه أيضاً إلى ضرورة استخدام الكريمات الواقية من الشمس كل ساعتين، أو بعد السباحة أو ممارسة الرياضة تحت أشعة الشمس، لأن التعرق قد يخفف من تركيز المواد على الجلد، واستخدام مرطب الشفاه، حتى في الأيام الغائمة.

ويؤكد ضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس في ساعات الذروة (من 10 صباحاً ولغاية 4 عصراً)، حيث تكون أشعتها قوية للغاية. كما أن البقاء في الظل واستخدام مظلات الشاطئ أو أي مظلة أخرى يمكن أن يساعد في تجنب أشعة الشمس الشديدة.

  • إجراء الفحوص

وتضيف الدكتورة فاطمة الفارسي، أخصائية الأمراض الجلدية في أبوظبي: أورام الجلد هي نمو وتكاثر غير طبيعي في الخلايا، وتحدث في معظم حالاتها بسبب المبالغة في التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة. وتشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل 5 يتعرض لأورام الجلد، في حين لا يؤثر لون البشرة في معدلات الإصابة بهذه الأمراض.

وتتابع «باتت الأسرّة المخصصة للاستلقاء تحت أشعة الشمس شائعة للغاية في شتى أرجاء العالم، إلا أنه يجب تجنب هذه العادة عندما تكون أشعة الشمس مؤذية، حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية التسبب بضرر كبير، لاسيما بين الشباب، إذ تزيد من مخاطر الإصابة بأورام الجلد في مرحلة لاحقة من حياتهم. وبينما تعدّ الوقاية أفضل منهجية يمكن تبنّيها، يجب الكشف عن أورام الجلد مبكراً ليكون علاجها أكثر سهولة وكفاءة، فعلى الجميع إجراء فحوص دورية للكشف عن أي مؤشرات أولية لتغيرات غير طبيعية في الجلد، بما يساعد في اكتشاف المرض مبكراً وزيادة معدلات نجاح العلاج، ويتضمن ذلك فحص الشامات والآفات الجلدية الأخرى بحثاً عن أي تغيرات في الحجم أو الشكل أو اللون».

  • المشورة الضرورية

وتقول الدكتورة رغدة المعشري، أخصائية الأمراض الجلدية في أبوظبي «نوصي عادة بتبنّي منهجية محددة قائمة على خمس ركائز أساسية (غير متماثل، الحدود، اللون، القطر، التطور) تساعد في تحديد أورام الجلد واكتشاف أي علامات منذرة بالإصابة بالمرض»، وتعني هذه المنهجية «غير متماثل»: شكل غير منتظم، و«الحدود»: حواف غير واضحة أو غير منتظمة الشكل، و«اللون»: البقع بأكثر من لون، و«القطر»: أكبر من ممحاة قلم رصاص (6 مم)، و«التطور»: تكبير أو تغيير في الشكل أو اللون أو الحجم، (هذه هي العلامة الأكثر أهمية).

وتضيف «الجلد أكبر أعضاء الجسم ويحتاج عناية كبيرة كأي عضو آخر، وما يبدو وكأنه عيب جمالي خفيف، قد يكون مؤشراً على أمر أكثر خطورة، لذلك، تعد الفحوص الدورية أمراً في غاية الأهمية، لاسيما للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأورام».

وتضيف أن الكثير من المستشفيات في الدولة تقدم المشورة الضرورية للمرضى في مختلف أنواع أورام الجلد. ويوصي فريق الرعاية بإجراء الفحوص الدورية الضرورية على البشرة للفئات الأكثر عرضة لأورام الجلد وخاصة المصابين سابقاً بالأورام الميلانينية، أو أورام الجلد، أو الآفات الورمية، ووجود شخص قريب من الدرجة الأولى مصاب سابقاً بالأورام الميلانينية (أحد الوالدين، أو الأشقاء، أو الأطفال)، ووجود شامات كثيرة أو غير طبيعية، والمعتادين على الاستلقاء تحت الشمس في أوقات الذروة، ومن لديهم تاريخ من حروق الشمس الحادة، والذين يتعرضون للشمس باستمرار، ومتلقي الأعضاء.

  • السبب الرئيسي

ويقول الدكتور أحمد مطالقة، استشاري جراحة عامة في أبوظبي، إنه وفقاً لتقرير صادر عن السجل الوطني للأورام في دولة الإمارات، عام 2019، تعدّ أورام الجلد رابع أكثر أنواع الأورام شيوعاً، بعد أورام الثدي والغدة الدرقية والقولون والمستقيم، وثاني سبب رئيسي للأورام التي تصيب الرجال وسادس الأورام الرئيسية التي تصيب النساء.

ويضيف «ننصح بإجراء خزعة للورم لتحديد فيما إذا كان الورم خبيثاً أو غير ذلك، ويحدّد نوع ورم الجلد إذ تساعد الخزعة في التعرف بدقة على نوع الورم والمرحلة التي وصل إليها ومدى تقدم الإصابة، وتمنحنا هذه المعلومات إلى جانب عوامل أخرى مثل عمر المريض وصحته عموماً القدرة على تحديد أفضل خطة علاجية بالنسبة له».

ويؤكد ضرورة تبنّي خطوات استباقية لحماية الجلد، ما يمكن من تقليص احتمالات الإصابة بالمرض ويضمن مستقبلاً أكثر صحة للمجتمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5755rnbf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"