دعم إماراتي سخي للسودان

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لم يحد تعامل دولة الإمارات مع الأزمة الجارية في السودان عن ثوابتها وخياراتها المعروفة، فهي داعية للسلام والاستقرار ويد خير وعطاء تسارع بإغاثة المنكوبين وتعمل على أن تكون واسطة للصلح والحوار، حتى وإن قفز بعضهم على الواقع، وحاول التجني والتضليل وتزييف الحقائق، مثلما فعل مؤخراً، أمام مجلس الأمن، ممثل أحد أطراف النزاع في السودان.

تفنيد هذه الادعاءات يكون بالفعل والموقف، وهو ما أكدته الإمارات بتوقيع اتفاقيتين، الأولى تقضي بتخصيص 5 ملايين دولار لدعم صندوق السودان الإنساني، والثانية مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لمعالجة الأزمة الإنسانية ومنع خطر المجاعة الوشيك، والاتفاقيتان جزء من مسار إنساني متواصل بدأته الإمارات مع الشعب السوداني الشقيق منذ سنوات، وهو مستمر ومتواصل لأنه مؤسس على روابط الأخوة والدم والمشتركات التاريخية. وإذا حاول طرف جحود هذا العطاء الذي لا يتوقف، فإن في العالم الكثير من المنصفين ممن يصدعون بالحقيقة ويشكرون أهل الفضل بقدر إحسانهم. فهذا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث يجدد امتنان المنظمة الدولية لحكومة الإمارات وشعبها على الدعم السخي للشعب السوداني الشقيق، وهو دعم تجاوز 3.5 مليار دولار خلال الأعوام العشرة الماضية، وفي الأيام الأخيرة أقرت الإمارات 70 مليون دولار مساعدات إغاثية لإنقاذ الأسر والمجتمعات المتضررة من النزاع الدامي. وهذا المبلغ جزء من استجابة إنسانية أطلقتها الأمم المتحدة هذا العام، بعدما استفحل الصراع الأهلي وأصبحت تداعياته خطرة وتنذر بأسوأ مجاعة يشهدها العالم.

الواجب الإنساني للإمارات تجاه السودان ينسجم مع نهجها الثابت في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء حين تنزل بهم مصائب أو كوارث. وبالتوازي مع أياديها البيضاء الممدودة بالعون والمساعدة، لا تتوقف دبلوماسيتها الحكيمة عن الدعوة إلى السلام والأمن والاستقرار وإنهاء الأزمات بالحوار بعيداً عن العنف وسفك الدماء. وفي هذا السياق جددت الإمارات، على لسان لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، ومبعوثة وزير الخارجية خلال توقيع الاتفاقيتين في نيويورك، موقفها الداعي إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار وإيجاد حل سلمي للأزمة السودانية، مؤكدة مرة أخرى ضرورة عودة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات، في ظل استحالة وجود حل عسكري لهذه الحرب الآثمة بحق الأبرياء في السودان، والعمل على حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية وتوفير الإغاثة للسكان المحتاجين درءاً لمجاعة نذرها تلوح في الأفق.

ما تدعو إليه الإمارات توافقها عليه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العديدة التي ناشدت فرقاء الصراع السوداني إنهاء المعارك وحماية المدنيين والعودة إلى طاولة المفاوضات. وبعد أربعة عشر شهراً من الاقتتال وتعثر جهود استئناف الحوار، أصبح الوضع كارثياً وامتدت الحرب إلى مناطق عدة في السودان، وهو ما يفاقم من عوامل عدم استقرار هذا البلد الشقيق ويضيف أزمة دامية إلى أزمات منطقتنا العربية التي تتوق إلى الاستقرار والازدهار، والنجاة بشعوبها من نيران الفتن والحروب الأهلية ونزعات الكراهية والتطرف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rr424w5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"